مين اللى ميحبش كيتى ..قصة الراقصة الصاروخ التى عشقها رأفت الهجان
سحرت كل من تعرف عليها واخترقت عالم الفن والسياسة لكن الغموض كان هو السمة الغالبة على حياتها ، كتلة من الجمال والانوثة ، شاركت فى اعمال فنية خالدة لكنها من النجمات المنسيات فى الفن المصرى والعربى بشكل عام، انها الراقصة اليهودية كيتي واسمها الحقيقي “كيتي فوتسايكي” وقد طاردت تلك الفنانة الموهوبة الكثير من الشائعات خاصة بعدما اختفت في فترة الستينات. وهي رغم حضورها الطاغي في أفلام زمان، تعد نجمة من المنسيين في الفن وهم كما ذكرنا من قبل هم كوكبة من الفنانين الذين أمتعونا بأدوارهم حتى ولو كانت صغيرة، فهي كما أطلق عليهم الفنان رشدي أباظه “طبق السلاطة الشهى على مائدة الفن”، كما أطلقت عليها مريم فخر الدين مؤسسة “الرقص الخواجاتي”، فقد اقتحمت ساحة الرقص الشرقي في وقت كانت ساحة الرقصة ملكا للمصريات سامية جمال، تحية كاريوكا، زينات علوي، هاجر حمدي، ونعيمة عاكف، فنافستهن على مملكتهن، واستطاعت أن تحصل على مكانة كبيرة من خلال مزج الرقص الشرقي بالغربي.
ولدت كيتي في الإسكندرية عام 1927 لأسرة يهودية يونانية، وعملت كراقصة شرقية في عديد من الصالات ومسارح المنوعات، أحيت كذلك عديد من الافراح للطبقة الراقية وكان لها زبونها الذي يطلبها بالأسم، ومن ثم لاقت طريقها لأفلام السينما في عديد مشاهد الرقص والاستعراض، وفي أواسط الخمسينيات تزوجت من المخرج حسن الصيفي، الذي قدم لها افلاما عديدة اشهرها عفريتة اسماعيل ياسين عام 1959 ثم انقطعت عن العمل في اواسط الستينيات.
وقال رفعت الجمال (الجاسوس المصري الشهير برأفت الهجان) في مذكراته أنه ارتبط بعلاقه مع راقصة تدعى بيتي، رجح البعض، دون تأكيد، انها هي كيتي، ومن ثم أشيع عنها أنها عضوة في شبكة الجاسوسية التي كان يديرها ضابط الموساد الإسرائيلي “إبراهام دار” أو جون دارلينج كما كان معروفا وقتها، والتي ارتكبت عمليات استهداف مكاتب الاستعلام الأمريكية في مصر وقتها وعرفت بعد ذلك بفضيحة لافون.
لكن اختفت كيتي بعد فيلم “العقل والمال” عام 1965، فترددت شائعات كثيرة حولها، فمنها من قال إنها ذهبت للولايات المتحدة الأمريكية، لكن الحقيقة هي أن كيتي ظلت تعيش في شقة بسيطة في حي شبرا بعيدا عن الأضواء لفترة طويلة، ثم تركت مصر بعد ما حدث من مشاكل للجاليات الأجنبية ودخول مصر في عدة حروب كان لها أثر على الاقتصاد وبالتالي كان له أثر سلبي على تجارة الجاليات وأشهرها الجالية اليونانية.
وظلت شائعات عملها كجاسوسة مترددة لفترة إلى خرجت الفنانة نجوى فؤاد إلى الإعلام وقالت في أحد أحاديثها إن الفنانة كيتي أصيبت بمرض السرطان، وحينما علمت حقيقة مرضها، الأمر الذي أثر على معنوياتها وفضلت الانسحاب والعودة إلى بلدها، وأوصت بدفنها في اليونان، لترحل عن دنيانا في هدوء مطلع العالم 1980 ، ولكن تقارير تؤكد انها مازالت على قيد الحياة تعيش في أثينا، وانها شاركت في عدد من الأفلام اليونانية، وإن عام 1980 كان عام اعتزال كيتي للفن وليس عام وفاتها!