الداخلية العراقية ترصد مجموعة إجرامية تنشر الفوضى وسط المتظاهرين
بعد مقتل متظاهر وإصابة أكثر من 30 آخرين بجروح خلال اشتباكات بين قوات الأمن وعشرات المتظاهرين في ساحة الطيران وسط بغداد، مساء الاثنين، أعلنت وزارة الداخية العراقية، الثلاثاء، أنها رصدت مجموعات إجرامية في ساحة التحرير تعمّدت الصدام مع قوات الأمن، وتسعى لإثارة الفوضى.
كما أكدت الوزارة التزامها بعدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين.
وقالت الوزارة في بيان، إن الأجهزة الأمنية رصدت خلال الساعات الماضية في ضوء نتائج التحقيق الأولية لأحداث التحرير، مجموعات إجرامية خطيرة في ساحة التحرير تسعى لصنع الفوضى، عبر ضرب المتظاهرين من الداخل وافتعال الصدامات مع الأمن الهادف إلى حماية المتظاهرين، والحفاظ على حق التعبير السلمي عن الرأي.
وأكد البيان على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بعدم استخدام الرصاص الحي مع المتظاهرين لأي سبب كان، داعياً المتظاهرين إلى التعاون لحماية الساحة وضبط العناصر التي تحاول تنفيذ مخططاتها.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بعد أن توجّه المتظاهرون من ميدان التحرير إلى ساحة الطيران، حينها حاولت قوات مكافحة الشغب منعهم من إغلاق الميدان، فرشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة لترد عليهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم.
كما شهدت ساحة الطيران، الأحد، اشتباكات مماثلة أدت إلى مقتل اثنين من المتظاهرين وقوات الأمن وجرح العشرات، بعدما جرح العشرات احتجاجاً على تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي الذي يتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة فاقت الـ50 درجة.
بدوره، أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالتحقيق في مقتل المتظاهرين في بغداد.
كما توجه الكاظمي بكلمة إلى الشعب العراقي، الاثنين، فيما كان متظاهرون يحرقون الإطارات ويقطعون الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير حيث وقعت المواجهات.
وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون "تظاهرات الشباب يوم أمس حق مشروع، وليس لدى القوات الأمنية الإذن بإطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه إخوتنا المتظاهرين"، مضيفاً "أن كل رصاصة تستهدف شبابنا وشعبنا وهو ينادي بحقوقه، هي رصاصة موجهة إلى كرامتنا ومبادئنا".
وكان العراق قد شكل حكومة جديدة قبل أشهر برئاسة مصطفى الكاظمي الذي وعد فور استلامه بالكشف عن المسئولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين وبتحسين الخدمات العامة.
فيما شهدت بغداد ومدن جنوبية عدة، الأحد، احتجاجات للتنديد بانقطاع الكهرباء التي لا توفرها الدولة إلا لساعات قليلة يومياً، في ظل موجة من القيظ الشديد.
وتصاعدت، السبت والأحد، الاحتجاجات المطالبة بتحسين الكهرباء في مدن جنوب العراق. وتظاهر المئات في محافظة الناصرية واقتحموا مبنى الطاقة الحرارية الواقع في غرب المدينة.
فيما تعد هذه المواجهات الدامية في ساحة التحرير، الأولى منذ استلام حكومة مصطفى الكاظمي مقاليد السلطة في مايو الماضي.
أما في محافظة بابل، فطالب مئات المتظاهرين بإقالة المحافظ احتجاجاً على تردي التغذية بالكهرباء، وقاموا بقطع الطرق.
يشار إلى أنه في أكتوبر 2019 اندلعت في العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة استمرت أشهراً عدة قُتل فيها أكثر من 550 شخصاً، وأصيب نحو 30 ألفاً بجروح، إضافة إلى اغتيال وخطف عشرات الناشطين.
وكانت تلك التظاهرات الواسعة النطاق تندد حينها بفساد الحكومة وعدم كفاءتها وارتباطها بإيران.