سوريون يتهمون تركيا بإتلاف محاصيلهم الزراعية والتسبب في نفوق الثروة السمكية بعد الاستيلاء على مياه ”الفرات”
تراجع منسوب مياه نهر الفرات في سوريا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، من جراء السدود التي تبنيها تركيا على النهر، مما أدى إلى أثار مدمرة على الزراعة وصيد الأسماك في مناطق عدة، منها قرى محافظة الرقة.
واتهم سكان الشمال السوري تركيا بالتسبب في إتلاف محاصيلهم الزراعية ونفوق الثروة السمكية، إثر نقص منسوب مياه نهر الفرات.
ويقول السكان إن سبب معاناتهم يعود لبناء أنقرة سلسلة من السدود عليه داخل الأراضي التركية من دون اعتبار مصالح دول الجوار، لا سيما سوريا.
ونهر الفرات الشريان الرئيسي لسلة الأمن الغذائي السوري، وبشكل خاص في الشمال والوسط.
ومع خطوات أنقرة الجديدة بات أكثر من 300 ألف هكتار من الأراضي الزراعية مهددا، بعد تراجع منسوب المياة إلى حد خطير في الفرات، نتيجة السدود التي تبنيها تركيا على النهر.
والفلاحون على جانبي الفرات يؤكدون أن انخفاض منسوب المياه لأمتار عدة، ألحق خسائر كبيرة بالمحصول الزراعي لهذه السنة.
ويقول مزراع في محافظة الرقة لـ"سكاي نيوز عربية" إن المياه تراجعت بقدر 100 متر، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حتى جفت الأرض.
ويضيف أن المنطقة التي يسكن فيها تضررت من جراء انخفاض منسوب المياه، لكن مناطق أخرى تضررت بشكل أكثر، لا سيما غربي الفرات.
ولفت إلى أن أكثر من 200 قرية اختفت المياه تماما من حولها، مما أدى إلى تعطل المضخات عن العمل وحدوث الجفاف.
ولم تستثن الخسائر الثورة السمكية التي كان لها نصيب الأسد من الخسائر التي سببتها سياسة السدود التركية.
وكان أحمد الذي يعمل صيادا، أحد المتضررين من الأزمة، فقد خرج في جولتي صيد بيوم واحد، لكن عاد بشباكه خالية من السمك.
ويقول إن معيشة غالبية السكان تعتمد على الصيد والزراعة، وهذه الأيام قد يذهب الصياد في جولات دون أن ينال شيئا، فلا يستطيع توفير لقمة العيش لأولاده، مضيفا: "وضعنا صعب للغاية".
ويعقد صياد مقارنة بين حصيلة الصيد اليومين بين العام الماضي والذي سبقه.
ويقول أحد في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن الصياد في 2019 كان يستطيع جمع من 15 إلى 20 كيلوجراما في اليوم، ويتحسر أحمد على تلك الأيام، في مقابل الوقت الراهن التي لا يجمع فيها أمهر صياد 4 كليوجرامات من السمك