”مجنون كوكب الشرق” مُعجب كسر شموخ أم كلثوم.. أعرف الحكاية
"كوكب الشرق" أيقونة الغناء لجميع الأجيال فبالرغم من أنها رحلت عن عالمنا منذ أكثر من خمسة وأربعين عامًا إلي أن أغانيها مازلت تسكن الوجدان، وصوتها الأصيل لم ينقطع عن الحياة ليوم واحد، وخلال مسيرتها الفنية بذلت مجهود كبير حتي تقدم أفضل ما لديها، فهي تعتبر من أفضل فنانات الزمن الجميل التي لمع اسمها بالوسط الفني في أوساط القرن العشرين، وحفلاتها كانت ترفع شعار "كامل العدد" في جميع دول العالم.
أستقبلت عائلة كوكب الشرق أم كلثوم الموهبة الصغيرة في ٣١ ديسمبر ١٨٩٨، وكان والدها مؤذن قرية طماي الزهايرة، التابعة لمركز ميت غمر آنذاك "تابعة لمركز السنبلاوين حاليا"، كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وشقيقها خالد.
أنطلقت إلي عالم الشهرة عام ١٩٢٣، فوقتها ذاع صيت أم كلثوم بشدة وغنت في العديد من الحفلات الهامة التي كان يحضرها كبار النجوم، وبعد هذا النجاح تعرفت على الشاعر أحمد رامي، والذي قدم معها العديد من الأغنيات الهامة.
وصلت كوكب الشرق للجمهور بشكل أكبر عام 1928، بعد أن قدمت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية"، وحققت تلك الأسطوانة مبيعات عالية حينها.
وخلال إحدى حفلات أم كلثوم التي أقيمت على مسرح الأولمبياد في العاصمة الفرنسية باريس تعرضت لموقف حرج، وأثناء غنائها أغنيتها الشهيرة "الأطلال" من كلمات المبدع إبراهيم ناجي وألحان الموسيقار رياض السنباطي، فوجئت بإندفاع واحد من معجبيها الجزائريين ناحيتها، ليمسك قدميها وأخذ يقبلهما، ولكن عندما حاولت أن تبعده، وقعت على المسرح، وسرعان ما قام مصورها الخاص فاروق إبراهيم بتصويرها ليسجل سبق صحفي لصالح المؤسسة الصحفية التي يعمل بها والتقط اللقطة وتم نشرها.
وعلي الفور صعدوا رجال الأمن إلى المسرح وامسكوا بهذا المعجب المجنون وتم إبعاده من مكان الحفل بينما حاول آخرون مساعدة كوكب الشرق في النهوض من علي المسرح ومحاولة إعادة طلتها بعدما أثر السقوط عليها فقد كانت تلك الواقعة حديث العالم كله وقتها عندما نشرت الخبر مجلة الحوادث الفرنسية في عام ١٩٦٧.
وحكي وقتها المصور الراحل فاروق إبراهيم في الكثير من الحوارات التليفزيونية والصحفية، أن أم كلثوم فوجئت من نشره للصورة، وغضبت منه بشدة وذلك لأن البعض قد ينظر إلى سقوطها بأنه سقوط لمصر نفسها بعد هزيمة يونيو خاصة وأنها كانت تتسم بالشموخ.
حيث كانت أم كلثوم من أبرز فناني مصر، الذين ساهموا في دعم المجهود الحربي وقت الحرب، بإحيائها للعديد من الحفلات في دول العربية، وتبرعها بعدد من مقتنياتها الثمينة، ومنها قلادة الهلال الماسي الشهيرة.
وصرح فاروق إبراهيم، إنه استلزم منه الكثير من الوقت لكي تتقبل أم كلثوم اعتذاره منها، بسبب سعيه وراء السبق الصحفي، دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
يذكر أن كوكب الشرق أم كلثوم رحلت عن عالمنا ٣ فبراير عام ١٩٧٥ في منزلها، بسبب قصور في القلب، عن عمر ناهر ٧٧ عامًا، وشيّع جنازتها ما يقرب من أربعة مليون شخص في جنازة تعتبر من أضخم الجنازات في العالم.