حبه للفن أنهى حياته وصدفة صنعت تاريخه..حكاية الفنان شوقي شامخ
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل شوقي شامخ، الذي لمع في سماء الفن، وقدم العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، وترك بصمة كبيرة لدى الجمهور خلال مشواره الفني، ورغم موهبته إلا أنه لم يحصل على فرصة تليق به، وبقدراته الفنية.
درس "شامخ" في المعهد العالي للفنون المسرحية، بعد أن أنهى دراسته في الثانوية، ولكنه فوجئ بعدم رغبة والده في دخوله عالم الفن والتمثيل، فالتحق بكلية التجارة وعمل موظفا في التربية والتعليم ومحاسبًا.
ولم يفارقه حلم الفن فبدأ في العمل ببعض المسلسلات، لكنها أذيعت في الدول العربية ولم تُعرض في مصر، من بينها "شرخ في جدار الحب"، وهذا سبب له أزمة كبيرة أنه ليس معروفا في بلده، وسافر شامخ إلى الجزائر لتدريس المسرح هناك لمدة عام، ثم عاد مرة أخرى، وعمل مديرا لخشبة المسرح في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وبدأ يفكر في الاعتزال، حتى جاءت صدفة اللقاء بالكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، التي غيرت مجرى حياة شوقي شامخ، فقد رفض عكاشة الأمر ورشحه للمخرج إبراهيم الصحن.
ثم جاء بعد ذلك مسلسل "الشوارع الخلفية" عام 1979 بمثابة طوق نجاة لشوقي شامخ، ليبدأ انطلاقة لم تتوقف على مدار 30 عاما قدم خلالها ما يقرب من مائتي عمل، حتى سقط خلال تصوير الجزء الثاني من مسلسل "المصراوية" في عام 2009، ورغم أنه لم يقدم البطولة المطلقة خلال مشواره الفني، إلا أنه ترك تاريخا فنيا كبيرا في السينما والتليفزيون.
تزوج شوقي شامخ من المذيعة نيفين صلاح الدين، وأنجب منها أحمد، وبيرين، وكانت هذه الزيجة الوحيدة له طوال حياته.
قدم شوقي شامخ خلال مشواره الفني 25 مسلسلًا ومن أبرزهم "رأفت الهجان الجزء الأول، وريا وسكينة، وأرابيسك وزيزينيا"، وشارك فيما يقرب من 30 فيلما منهم "كتيبة الإعدام، شادر السمك، البيه البواب"، و7 مسرحيات ومن أبرزها "شاهد ما شافش حاجة" مع عادل إمام.
ظل شوقي شامخ يعمل حتى قبل وفاته بقليل، فقد أصيب بجلطة خلال تصوير دوره في مسلسل "المصراوية 2"، وهي الجلطة الثانية التي تعرض لها، ولمدة شهر كان بين المستشفى والبيت، حتى توفي يوم الخميس 26 مارس 2009 داخل أحد المستشفيات، دون أن يشاهد المسلسل، كما عُرض له بعد وفاته فيلم "لمح البصر" مع أحمد حاتم وحسين فهمي.