جزار إفريقيا.. رئيس أوغندا الذي احتفظ بجماجم معارضيه في ثلاجته الخاصة
أقاويل كثيرة ترددت بشأن زعماء ورؤساء بالغوا في التنكيل بخصومهم، والتلذذ بتعذيبهم، لكن الرئيس الأوغندي الأسبق عيدي أمين احتل في هذا الجانب موقعاً متفرداً، حيث رُوي بشأنه الكثير والكثير.
ولد عيدي أمين في العام 1925 على ضفاف النيل وسط قبيلة كاكواس التي تعتبر أقلية، وخدم في الجيش البريطاني وشارك في قمع اضطرابات قبائل الماو والما والتي أدمت كينيا في العام 1952.
وبعد أن كان مساعد طباخ في الكتيبة البريطانية لرماة أفريقيا أصبح أمين ضابطاً إبان استقلال أوغندا في العام 1961، ثم سرعان ما علا شأنه ليتولى منصب قائد الجيش في 1966.
وفي العام 1971 قام بطل الملاكمة الأوغندي السابق من فئة الوزن الثقيل (1951- 1960) بانقلاب أطاح بنظام ميلتون اوبوتي بعد أن ساهم شخصياً في حمله على تولي مقاليد الحكم في البلاد، وشهدت سنوات حكمه عمليات قتل جماعية وابادة قبائل معارضة له وإنشاء فرق إعدام ما جعل نظامه واحداً من أعنف الأنظمة في تاريخ القارة السوداء.
قسوة ودموية
ويروي مجدي كامل في كتابه «أشرار التاريخ. أشهر السفاحين والطغاة ومصاصي الدماء والقتلة»، أن حظ شعب أوغندا العاثر شاء أن يصل إلى قمة السلطة، ليتحول إلى ديكتاتور من نوع خاص جداً، لم تألفه البشرية عبر تاريخها بسبب قسوته ودمويته وعنفه امتزجت بتهوره وحماقته وسلاطة لسانه، والأدهى أنه حول فترة حكمه بأكملها إلى تراجيديا سوداوية بالنسبة لشعبه، من فرط ما لاقاه على يديه من مآس وأهوال.
بعد سقوط هذا الديكتاتور مباشرة اُكتشفت رؤوس خصومه المقطوعة محفوظة في ثلاجات مقر الرئاسة، كما تم الكشف عن مقتل ما يقل عن ثلاثين ألف شخص خلال فترة حكمه الدموي، التي استغرقت تسعة أعوام، كما تعرض جيل كامل من المثقفين الأوغنديين للقتل أو النفي لانتقادهم النظام.
وفيما يتعلق بالفظائع التي طبعت حكمه، سقط ما بين مائة ومائتي ألف قتيل ضحية تلك الفظاعات وفقاً لتقديرات مختلفة. كما حمل النيل جثثاً كثيرة، في الوقت الذي عُثر فيه على جثة إحدى زوجاته مقطعة إرباً في سيارة، وتحدث خدم عملوا سابقاً لديه عن رؤوس بشرية موضوعة في الثلاجات.
جزار إفريقيا
أيضاً اُتهم عيدي أمين الذي اشتهر باسم «جزار إفريقيا» مرات عديدة بأنه من أكلة لحوم البشر، وقد أقر بأنه استهلك مرة اللحم البشري مرغماً عندما كان يخدم في الجيش البريطاني، وعندما كان أسيراً لدى قبائل الما والماو.
لكن في أبريل 1979 طرده من الحكم متمردون أوغنديون في المنفى بعد أن قام بتسليحهم الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، واضطر إلى مغادرة البلاد والهرب إلى ليبيا التي ما لبث أن طُرد منها في أواخر العام 1979.
وتمكن في آخر المطاف من اللجوء إلى الخارج حيث أنهى حياته بهدوء محاطاً بنصف أولاده الخمسين. لكن الملفت أنه لم تُرفع أية شكوى ضده مطلقاً.