فشل في أول اختبار.. حكاية السادات مع التمثيل

السادات
السادات

لا يعرف كثيرون أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يهوى التمثيل، لدرجة أنه حاول في بدايات حياته دخول عالم الفن، عبر خوضه اختبار عُقد لاختيار وجوه شابة للمشاركة في فيلم سينمائي.

ويذكر الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه الشهير "خريف الغضب" أن السادات كان يحب التمثيل، وأنه استغل هذا الحب في التنكر فترة هروبه من السجن، فمثّل عدة أدوار واقعية خشية الوقوع في قبضة الشرطة، مستشهدًا بمقال كتبه السادات بنفسه حينما كان رئيسًا لتحرير الجمهورية، فقال: "أمضيت أكثر من سنتين ثم هربت من المعتقل، وكان علي أن أمثل فعلًا أدوارًا حقيقية على مسرح الحياة وأنا هارب حتى لا يقبض علي البوليس، فكان علي أن أمثل كل شيء وكل دور إلا الحقيقة مثلت دور سائق لوري وجلست مع السواقين في ندواتهم، ضحكت معهم كما يضحكون، وتحدثت إليهم بما يحبون ومثلت دور الشيّال، وفي كل هذه الأدوار كنت أكيّف نفسي حسب الدور وأعمل المكياج اللازم".

وأشار "هيكل" في كتابه إلى تجربة السادات الحقيقية لخوض التمثيل، وروى قصة اختبار التمثيل الذي تقدم له الرئيس الراحل فقال: "في منتصف الثلاثينيات، وفي الأيام الأولى من حياة السينما المصرية، كانت هناك منتجة سينمائية اسمها عزيزة أمير، ونشرت هذه السيدة إعلانًا في إحدى المجلات تعلن فيه عن حاجتها إلى وجوه جديدة تظهر في فيلم كانت تنتجه في ذاك الوقت، وكانت تتطلب من الذين يستجيبون لإعلانها أن يبعثوا إليها بصور فوتوغرافية لهم ثم يذهبوا بعد ذلك إلى شركتها لكي تجري معاينة أوصافهم".

وتابع: "كان أنور السادات واحدًا من الشبان الذين ردوا على هذا الإعلان وتقدموا للمسابقة"، ثم عرض نص رد السادات على إعلان المجلة وجاء فيه: "قوامي نحيل وجسمي ممشوق وتقاطيعي متناسقة، إنني لست أبيض اللون، ولكنني أيضًا لست أسودًا، إن وجهي أسمر ولكنها سمرة مشربة بالحمرة"، ثم وقع أسفلها باسم "أنور الساداتي"، وتم نشر جميع ردود المتقدمين في عدد إحدى المجلات.

الغريب الذي ذكره هيكل في كتابه أن نسخة المجلة المحفوظة في دار الكتب والتي تحوي هذا الإعلان وُجدت مفقودة من مكانها وكأن يدًا مجهولة امتدت إليها فنزعتها، موضحًا أن أنور السادات كان يعلم أن هناك كثيرين من الناس يهمهم الحصول على القصة الحقيقية وتفاصيلها لكنه حاول أن يسبقهم، ما هيأ الوضع لتنقيح الرواية في مقال كتبه السادات بعد ذلك في "الجمهورية"، قال فيه إنه توجه لمقر الشركة في عمارة بشارع إبراهيم باشا" حيث قابل السيدة عزيزة مع عدد من المتقدمين، التي استعرضتهم واختارت منهم اثنين، وطلبت من الباقين أن يرسلوا لها صورتين، مستطردًا في مقاله: "بعد ذلك أقلعت عن هذه الهواية فقد دخلت الكلية الحربية وكنت أحس في نفسي الفخر"، دون أن يشير إلى ما ذكره هيكل في روايته الأصلية.

تم نسخ الرابط