الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..ذراع قطر والإخوان لتحليل الإرهاب باسم الدين
من أجل تحقيق أهدافها لعبت جماعة الإخوان المسلمين ومن ورائها قطر على وتر الدين، وتحت إغراء المال انضم عدد من العلماء على رأسهم يوسف القرضاوي للجماعة، ليكونوا واجهة لها وإن لم يعلنوا أنهم تابعين للجماعة بشكل مباشر، وتم تأسيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يزعم أنه يمثل كل المسلمين لكنه في الحقيقة يمثل الإخوان المسلمين فقط.
ومنذ تأسيسه ركزت تصريحات وبيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأعضائه على تحقيق أهداف الجماعة والدفاع عن مصالح الإخوان.
واليوم خرج نائب ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الإخواني الموريتاني محمد الحسن الددو ليهاجم السعودية بسبب قرار إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، والدعوة بخبث لتدويل الحرمين الشريفين ، وراح يتباكي على إقامة الحج بأعداد محدودة هذا العام، من خلال قناة الجزيرة التي دعت من قبل بمقاطعة الحج فقط لأن السعودية التي تختلف معها سياسيا هي التي تشرف على بيت الله الحرام، الأمر الذي يؤكد ان هجوم ألددو ما هو إلا جزء من المؤامرة على المملكة.
كما احتفى الموقع الرسمي للاتحاد العالمي للمسلمين على الفيسبوك بتحويل ايا صوفيا غلى مسجد، وأبرز صورة أردوغان وهو يؤدي صلاة الجمعة ، بل وصوره على انه السلطان المؤمن وكأن لا احد في العالم يصلي ويرتل القرآن سوى أردوغان .
ولا يخفي الاتحاد دعمه لجميع الحكومات التي تتصالح مع الإسلام السياسي ، كما يظهر بموافقته للسياسات القطرية والتركية ومؤازرتها بكل حزم، كما لم يدخِر الاتحاد وسعا لدعم الإخوان عقب الإخفاق السياسي الأكبر لهم بعد 30 يونيو في مصر، من خلال السلطة التي اكتسبها وعلاقته بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين
وما يؤكد ذلك كم القيادات الإخوانية وارتباطها بدوائر صنع القرار والقيادة في الاتحاد، وعلى رأسهم القرضاوي نفسه الرئيس السابق للاتحاد، و أحمد الريسوني الرئيس الحالي له، ، والأمين العام للاتحاد علي محي الدين القرة داغي، وهو من كردستان العراق يحمل الجنسية القطرية، إضافة إلى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بتونس والمراقب العام للإخوان بها، والقيادي الإخواني بأمريكا صلاح الدين سلطان، والإخواني الأندونيسي محمد هداية نور، رئيس حزب العدالة والرفاهية، والمصري صفوت حجازي، والليبيين علي الصلابي وسالم الشيخي.
ومن مظاهر هذا الانحياز الفتوى التي صدرها القرضاوي عام 2013 بوجوب تأييد الرئيس المصري السابق محمد مرسي، مشيرا إلى أن كثيرا من علماء الأزهر في مصر، وعلماء العالم العربي والإسلامي، وعلماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه، يشاركونه في هذه الفتوى، وأن وجود مرسي حاكماً لمصر هو أول فرصة حقيقية لسيادة سياسية تضع الإسلام أساساً ومحرّكاً لها ولتوجهاتها بشكل عام.
ومنذ بداية تولّي رجب طيب أردوغان مقاليد الحكم في تركيا، لم يتوانَ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تأكيد دعمه لتركيا وقيادتها، حتى أنّه قام بعقد اجتماع الجمعية العامة للاتحاد في اسطنبول عام 2014 الذي شهد انتخاب أردوغان رئيسا، مما يؤكد التعاون بين أردوغان والرؤى الإخوانية التي تجد في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين البيئة الحاضنة لها .
وفي عام 2015، قام الاتحاد بدعم التوجهات التركية الاقتصادية بجانب الوقوف معها فيما أسماه " قضاياها العادلة"؛ مؤكدا أن ذلك الدعم واجب إسلامي تقتضيه الأخوة الإيماني، ويستدعيه الولاء للمسلمين والوقوف صفا واحدا
وانتهى الأمر بدعوة الدول الإسلامية والشعوب المسلمة، والشركات والأفراد جميعا بدعم المنتجات التركية وتقوية اقتصادها بالسياحة ونحوها.
في عام 2017، عاد القرضاوي لتوجهاته التسييسية بإعلانه دعم أردوغان عقب منع هولندا دخول وزيرين تركيين لتزكية التعديلات الدستورية التركية التي من شأنها توسيع صلاحيات أردوغان
وبعد إعلان دول عربية مقاطعة قطر في الخامس من يونيو عام 2017، أصدر القرضاوي بيانا يحرم فيه هذه المقاطعة ليحور الأمر من طبيعته السياسة إلى شأن ديني وفي السياق نفسه، قال أحمد الريسوني إلى أن الحصار الواقع على قطر "لا تقـره شريعة الله، ولا العقول السويّة، ولا الفطر السليمة في أي أمة من الأمم فكيف بأمة الإسلام ذات الحضارة العادلة، والقيم السامية". ورأى أن هذا الحصار "حرامٌ على المستوى الديني"
تأسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في 11 يوليو عام 2004 عقب زيارة الشيخ يوسف القرضاوي للندن، في اجتماع للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي أسسه عام 1997، ويقع مركز الاتحاد الرئيسي في دبلن بأيرلندا