بعد لقاء جمعهما بالأراضى المقدسة.. دور الشيخ الشعراوي فى اعتزال شادية

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوي-الفنانة شادية

عندما سئل فى أحد المرات "هل الدعوة الإسلامیة تحتاج إلى الأدیب الداعیة؟ أم إلى الداعیة الأدیب؟” أجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي، بإن الدعوة الإسلامیة في حاجة إلى الداعیة الأدیب لأنه یميل الناس إلى الدعوة، ویحسن عرض المطلوب الدیني بالأدب المستمیل المطرب المعجب المقنع الممتع”.. تلك كانت قناعات  الشيخ الإمام وأسلوبه فى الدعوة لدين  الله دون تشدد أو تطرف ينفر العابدين عن الطريق المستقيم.

مواقف كثيرة جمعت بين الشعراوى والمشاهير من أهل الفن والسياسة والرياضة، لكن يظل لقاءه العابر بالفنانة شادية أبرز هذه المواقف نظرا لما أحاطه من شائعات وأقاويل وصلت لحد أن أدعى البعض أن الشيخ الشعراوي قد تزوج من شادية، ليرد الأمام قائلاً :« زواجي من شادية شرف لا أدعية».

وفى حوار نادر ووحيد لها عام 1993 تحدثت شادية عن قرارها اعتزال الفن، وصرحت حينها بأن الشيخ الشعراوي رحمه الله هو السبب الرئيسي وراء اتخاذها هذا القرار، وقالت شادية خلال الفيديو إنها كانت ستعتزل الفن قبل خوضها مسرحية "ريا وسكينة"، وأنها كانت وصلت لمرحلة بأنه لا شئ يعجبها من الروايات والأغاني التي يتم عرضهم عليها.

 

وقالت شادية خلال الفيديو النادر: إنها ناقشت فكرة الاعتزال مع المخرج حسين كمال، وفاجأها حينها بعرضه عليها المشاركة فى مسرحية جديدة، فاندهشت، وقالت إنها جاءت لتتحدث معه حول فكرة الاعتزال فكيف يعرض عليها أن تقدم عمل مسرحي لأول مرة فى حياتها، وعندما طرح عليها اسم الرواية " ريا وسكينة" انجذبت للإيفيه، وأخبرته بأنها وافقت أن تقدم المسرحية معه لتصبح هي المسرحية الوحيدة التي قدمتها معبودة الجماهير طوال تاريخها الفني.

 

وأشارت شادية خلال الفيديو إلى أن عملها بالمسرح جعلها تعود للمنزل فى وقت متأخر وتنتظر صلاة الفجر ولم تكن تصليه من قبل، ومن هنا بدأ مشوار رحلتها إلى الله فاعتادت أن تصلى الفجر وتوقظ والدتها للصلاة معها ثم تقرأ القرآن وتبكى وتدعو الله بأن تحج إلى بيته الحرام.

وتابعت: "أنا جالي إيحاء بان خوضي للمسرحية دي كان فيه خير ليا، واني ارجع متأخر وأصلي الفجر، وأشعر بقشعريرة وقت رفع الأذان، حسيت ساعتها إن دي رسالة ليا من ربنا".

وفي هذه الفترة سافرت فى رحلة علاجية إلى أمريكا، وعادت منها إلى المملكة العربية السعودية لتؤدى مناسك العمرة، وبعدها تحدث معها "على هيكل" عن مشاركتها بأغنية دينية في المولد النبوي فتحمست وبالفعل غنت الأغنية، معقبة: "وعمرى ما حسيت بأمان وراحة زى ماحسيت فى الأغنية دى".

وتحدثت شادية عن تفاصيل لقائها بالشيخ الشعراوى والحوار الذي دار بينهما خلال هذا اللقاء، حيث أشارت إلى أن اللقاء الأول الذي جمع بينها الشيخ محمد متولي الشعراوي، كان عن طريق الصدفة، حيث قابلته في مكة المكرمة، حينما نزلت شادية من "الأسانسير" ليدخل الشيخ الشعراوي فجأة ولم يكن يعرفها، وتابعت " تعرفت هي عليه، وقلت له: "عمي الشيخ أنا الفنانة شادية فرحب بها، فقالت له أدعيلي ربنا يغفرلي فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".

وعلقت على ما قاله الشعراوي، قائلة: "أنا اتهزيت أول ما سمعت الرد ده منه، وحسيت من عنيه انه حاسس بيا واني عايزة اعتزل فعلاً".

وبعد أن عادت شادية إلى القاهرة تحول نشاطها إلي القرآن والصلاة والعبادة فقط، وبعد أيام اتصلت بالشيخ الشعراوي وطلبت منه مقابلته، وفي أول مقابلة بينهم، كشفت شادية للشيخ أن أول آية قرآنية جذبتها هي قولة تعالى: «ادعوني استجب لكم».

وأخذت تزوره الفنانة شادية ومعها العديد من صديقاتها من داخل وخارج الوسط الفني، لتستمع إلى أحاديثه ولتأخذ رأيه في الكثير من أمور الدين، ولفتت شادية إلى أن الشيخ الشعراوي كان دائما يسألها عن عدد أجزاء القرآن التي تقرأه يوميًا، كما كان يهتم بتعليمها أصول الدين التي كانت تجهل عنه الكثير.

وأكدت في ختام حديثها، أن الشيخ الشعراوي كان سبب عدم تسلمها لجائزتها في مهرجان السينما، حينما تم الإعلان عن تكريمها به، حيث اتصلت بالشيخ لتأخذ رأيه في حضورها هذا التكريم ، ليكون رده عليها: «لا تعكري اللبن الصافي»، وبالفعل رفضت الحضور اقتناعاً بكلامه.

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط