تكلف 25 مليون دولار ومنتجه مات من الحزن ..معلومات لا تعرفها عن فيلم ”سعاد حسني ” الممنوع من العرض

سعاد حسنى
سعاد حسنى

 

كثيرة هى الأفلام السينمائية التي منعت من العرض لأسباب سياسية لكن يظل فيلم " أفغانستان لماذا"  للسندريلا سعاد حسنى  أكثر الأفلام التى كبدت منتجها خسائر تاريخية وصلت لـ25 مليون دولار.

 

الفيلم الذي تم إنتاجه منذ أكثر من 35 عام يحكي عن حياة الناس في أفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفيتي .

 واختار مخرجه المغربي عبد الله المصباحي من مصر الفنانة سعاد حسني لتجسد دور فتاة متمردة على تقاليد مجتمعها وتكره التشدد الديني وترفض بشدة الاستسلام لصورة المجتمع الجديدة، بينما قدم عبد الله غيث، دور أستاذ جامعي وعالم دين ومفكر معارض للنظام، وذلك الى جانب نخبة من نجوم الفن فى السينما العالمية بهذا الوقت.

تمويل الفيلم

في البداية فشل المصباحي في الحصول على تمويل من جامعة الدول العربية، التى رفضت المشاركة في إنتاج فيلم يغضب السوفييت، على حد قوله، فقام بالتوجه إلى بعض أصدقائه السعوديين الأثرياء، وجمع من خلالهم مليوني دولار أمريكي، ليبدأ الخطوات الأولى للإنتاج.

في أول الأمر، اتفق المصباحي مع الحكومة الباكستانية على تصوير الفيلم بمدينة بيشاور وبمشاركة المجاهدين الأفغان أنفسهم وبمساعدة من الجيش الباكستاني، إلا أنه سرعان ما عدل عن رأيه وقرر أن يقوم بتصوير الفيلم كاملا في بلده المغرب وبالتحديد في مدينة تطوان.

بداية الأزمة

كان ينوي المصباحي أن تكون مدة عرض الفيلم 3 ساعات مثل أي إنتاج كبير، واستطاع أن ينجز منها 70% أي قرابة ساعتين ونصف، ولم يتبق إلا مشاهد المعارك التي تعتمد على السلاح والدبابات وشاحنات الجيش والتي كانت ستستغرق النصف ساعة المتبقية، إلا أن الجيش المغربي رفض أن يصرح له باستخدام الآليات العسكرية في التصوير دون توضيح أسباب، فتوقف التصوير تماما.

توقف التصوير كان من الطبيعي أن يثير غضب الممولين الذين أرسلوا مندوبين عنهم إلى المغرب للتأكد من أسباب التوقف، ويقول المصباحي أن وفد الممولين اتهمه بالخداع وبأن ما تم إنجازه لا يناسب أبدا المبالغ التي أنفقت، رافضين استكمال الإنتاج لإكمال الفيلم، بل وطالبوا باستعادة أموالهم التي دفعوها.

مخرج الفيلم رجح فى مذكراته أن يكون الاتحاد السوفيتي تدخل وطالب الممولين بوقف تصوير الفيلم عندما علم بقصته، كما زعم إن الولايات المتحدة تدخلت هى الاخرى لمنع الفيلم أيضا لأنه لا يظهر بطولاتها.

وتوقف الفيلم بشكل تام عند هذا الحد، حيث تكالبت المشاكل على المصباحي، واتحد الجميع ضده، وفي خضم الصراع على الفيلم، قرر رئيس المركز المغربي السينمائي سحب ترخيص عمل المصباحي كمخرج وأغلق شركته السينمائية، كما قام بحجز الأجزاء التي تم تصويرها من الفيلم معلنا حظر عرضه، ومنذ ذلك الحين والفيلم -الذي لم يكن يمتلك المصباحي أي نسخ أخرى منه- حبيس ومعتقل داخل أدراج المركز السينمائي المغربي.

في عام 2005 أعلن المصباحي أنه بدأ تصوير الجزء الثاني من فيلمه “أفغانستان لماذا؟”، وتسربت حينها أنباء، أن المصباحي وُعد بإطلاق سراح فيلمه القديم، وتوقعوا أن تتطور الأمور ويعرض الفيلم قريبا، إلا أن أخبار الفيلم اختفت مجددا ولعدة سنوات، قبل أن تعود وبقوة في عام 2013، بعد إعلانه أن فيلمه القديم سوف يرى النور مؤكدا أن الظروف والملابسات التي كانت سببا وراء منعه طوال هذه السنوات زالت ولم يعد لها وجود.

وأوضح المصباحي في وسائل الإعلام المصرية والمغربية، أنه قام بتصوير مشاهد جديدة لإضافتها للفيلم، وأدخل تعديلات جوهرية على أحداث الفيلم ليكون مواكبا للتغيرات الجديدة التي شهدها العالم منذ الثمانينات وحتى الآن، كاشفا أنه أضاف مشاهد تؤرخ لفترة ما بعد الانسحاب السوفيتي وظهور حركة طالبان و”أسامه بن لادن” ومعه تنظيم القاعدة، وكذا الحرب الأمريكية على أفغانستان وما جرى في معتقل جوانتانامو، في محاولة منه لربط الماضي بالحاضر، لافتا إلى أنه غير اسم الفيلم إلى “أفغانستان.. الله وأعداؤه”.

وعلى الرغم من الضجة التى أحدثها نبأ عودة الفيلم وتصوير مشاهد جديدة منه رفعت الميزانية الإجمالية التي صرفت على الفيلم في المرتين إلى 25 مليون دولار، إلا أنه لم يظهر للنور ومع ذلك لم يتوقف المصباحي عن الحديث عن قرب عرض الفيلم في دور السينما.

وظل المصباحي يؤكد دون كلل أو ملل، أن الفيلم بات جاهزا للعرض وأنه وضع له اللمسات الأخيرة، وينتظر فقط أن يعرض في دور السينما، إلى أن توفي في 16 سبتمبر 2016، دون أن يعرض الفيلم أو يشاهد الجمهور منه ولو مشهدا واحدا.

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط