قالت عن الريحاني ممل وكئيب وهربت من مصر بجواز مزيف..حكاية الراقصة بديعة مصابني

الموجز

تحل اليوم ذكرى وفاة الراقصة والممثلة السورية بديعة مصابني، وهي التي أسست فرقة خاصة بها للرقص والتمثيل المسرحي، كانت بمثابة معهد فني، حيث تخرج منها كوكبة من النجوم مثل فريد الأطرش، محمد فوزي، وإسماعيل ياسين، حورية محمد، تحية كاريوكا، سامية جمال وغيرهم.

ولدت بديعة مصابنى بلبنان عام 1889م، نشأت فى بيئة وبيت فقير جدًا، تزوجت بلبنان وأنجبت ابنة، ثم انفصلت عن زوجها، وتوجهت بعد ذلك بديعة إلى القاهرة عام 1919م، فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، كان ذكاؤها وخفة دمها هما سبيلها الوحيد للنجاة من الفقر.

بدأت بديعة كراقصة واستعراضية بالموالد والأفراح، إلى أن قابلت نجيب الريحانى وأعجب بها وضمها للعمل بفرقته، ثم غادرت القاهرة إلى لبنان وتزوجت من أحد الجنرالات الأتراك، وانفصلت عنه، ثم قابلت الريحانى مرة أخرى ليوقع معها عقدان عقد عمل وعقد الزواج منها، وعادت إلى القاهرة.

وتقول بديعة مصابنى عن الريحاني فى مذكراتها "من يعرف الريحانى يعرف جيدا أنه شخص غير مرح، دائم الضجر، ولن يصدق أحد أن هذا الفنان العملاق الذى يضحك الناس إلى حد البكاء يعيش حياة كئيبة خالية من المرح، يعيش فى الحقيقة كرجل مهموم لا يضحك أبدا، وإذا أردتم أن تعرفوا شكل حياتى معه ستجدون أن الثلاث سنوات التى مرت فى زواجنا كانت مثل دهر، لم نتبادل فيها سوى بضع كلمات بسيطة، فهو لا يحسن التعبير عن عواطفه ولا يحب أن يتحدث كثيرا، فقد كان يستيقظ فى الثانية بعد الظهر دون أن ينطق بكلمة، وكنت أنتظره ساعات حتى يشرب قهوته ويقرأ الجرائد والمجلات حتى أتمكن من الحديث معه، وكنت أتحدث فى كل الأمور بينما هو يرد بكلمات قليلة إذا ما لزم الأمر مثل: أيوه، مظبوط، يمكن".

وتجيد بديعة مصابني اللغة الإسبانية قراءة وكتابة والتركية والفرنسية والإنجليزية، الاي قالت أنها تعلمتها في مصر.

وعن دخولها مجال الفن قالت بديعة في لقاء تلفزيوني لها :"دخلت الفن بالصدفة عندما شاهدني رجل يدعى فؤاد سليم، أمارس الرياضة وعندما سمعني أتحدث، أعجب بطريقة حديثي، وأقنعني بدخول مجال التمثيل، بالفعل أخذني إلى جورج أبيض في دار التمثيل العربي بحديقة الأزبكية، وعلى يد جورج أبيض تعلمت التمثيل واللغة العربية الدقيقة خلال 3 شهور فقط".

وتابعت بديعة مصابني فى حوارها: "هربت من أمي وعمري 12 عاماً، كى أستمر في عالم التمثيل والرقص، كنت جريئة لحد كبير، أنا أول سيدة عربية تقص شعرها وأول امرأة قادت سيارة وركبت الطائرة".

وهربت بديعة مصابنى عام 1950، فجرًا، بجواز سفر مزور لإحدى الأجنبيات، وكانت صورة السيدة وملامحها قريبة من ملامح بديعة، واحتالت بديعة بذكائها والمكياج حتى ألا يكتشفها أحد، ودون أن يعلم أو يشعر أحد بمصر كلها، حتى المقربين لها، هربت برفقة ثروتها فقط التى جمعتها.

واستطاعت بديعة بذلك أن تخدع رجال الأمن ومباحث الأموال، التى طالبتها بالضرائب الطائلة نظير ثروتها ومكاسبها الضخمة، حيث بدأت بديعة بجمع ثروتها الكبيرة، بعد انفصالها عن زوجها نجيب الريحانى، حيث قرأت فى إحدى الصحف إعلانًا عن ملهى ليلى للإيجار، فباعت مصوغاتها الذهبية، وتحصلت على الملهى.

اتسعت مكاسب بديعة واستطاعت أن تنشئ كازينو أوبرا عام 1939م، والذى أصبح قبلة كبار القادة الأجانب، والسياسيين، وكبار رجال السلطة، حيث كانت على موائده تشكل الوزارات وتحاك المؤامرات السياسية، ويتم تجنيد الجواسيس.

وانتهت بديعة مصابنى حيث بدأت، فتوفت فى مسقط رأسها بلبنان فقيرة معدمة، بعد هروبها من القاهرة.

تم نسخ الرابط