لا تحزن يا قديس ..رسائل مؤثرة من الأقباط إلي البابا تواضروس بعد المؤامرة الكبري

الموجز

"قلبه مفتوح بالحوار والحب ولم يصد أحد، ندين له بالكثير في سبيل دعم الدولة والحفاظ عليها مستقرة..حافظ على الوحدة الوطنية في الداخل والخارج..رفقًا بالبابا "بهذه الكلمات عبر كثير من المثقفين والشخصيات العامة عن محبتهم ودعمهم للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ضد حملة الهجوم الممنهج التي تشن ضده على عدد من صفحات التواصل الاجتماعي.

وكان تردد مؤخراً تعرض البابا لحالة من الاكتئاب والحزن وكشفت مصادر كنسية عن رغبته في الذهاب إلي الاعتكاف بأحد الأديرة والتفكير في الاستقالة بسبب الهجوم الشرس الذي يتعرض له من بعض معارضيه الذين استأجروا مليشيات إلكترونية تفرغت لإطلاق الشائعات ضد البابا والوقيعة بينه وبين الأقباط .

حرص عدد من المثقفين والشخصيات العامة علي مساندة البابا تواضروس الثاني ضد الحملة الشرسة التي يواجهها من قبل مهاجميه على رأسهم السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة التى كانت من أول المدافعين عن البابا، حيث نشرت صورة تجمعها بقداسة البابا تواضروس الثاني على انستجرام، وعلقت عليها قائلة :"من أنواع الحروب الجديدة: هدم الرموز الدينية خاصة لما بتبقى الرموز وطنية، محبة ومخلصة لوطنها".
وأكدت مكرم، أن البابا، خليفة مارمرقس الرسول الذي بشر بالمسيحية في مصر، يتعرض لحملة إساءة ممنهجة من كتائب الكترونية.

وتابعت وزيرة الهجرة :"دعمى الكامل لقداسته مش بس علشان هو رئيس الكنيسة المصرية، إنما كمان علشان كل اللي عمله في الداخل والخارج للحفاظ على مصر، وزعم الهجوم عليه إلا أن البابا طلب حاجة واحدة بس حيث قال :" صلوا من أجلي".

وفي ذات السياق قالت النائبة انيسة حسونة، عضو مجلس النواب، إن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، رجل وطني من الطراز الرفيع، له العديد من المواقف الوطنية التي تدل على مدى انتماؤه لتراب الوطن وحرصه على مصلحة الدولة.

وأشارت في بيان لها، إلى أن سياسات البابا حمت الدولة المصرية من تسرب الفتنة الطائفية إليها ومنعت مؤامرات خارجية استهدفت ضرب الوحدة الوطنية بين طرفي الأمة، فمنذ توليه المسئولية وهو يعمل على تدعيم أواصر الوحدة الوطنية، ولذلك ندين له بالكثير في سبيل دعم الدولة والحفاظ عليها مستقرة.

وتابعت: "الهجوم عليه كما نراه الآن في صفحات التواصل الإجتماعي هجوما قاسيا مغرضا وناريًا لا يلتزم بالقواعد الموضوعية للخلاف في الرأي ويتجاهل ضرورة إستخدام الألفاظ اللائقة للمخاطبة، ونحن هنا لا نتدخل في شئون الأقباط وإنما ندعو الى استدعاء قيم الإحترام في المخاطبة والالتزام بأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود القضية تجنبًا لتعكير كل ساحات النقاش بيننا وبين الآخرين".

كان القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد قال إن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يتعرض لهجوم ممنهج ومستمر وغير مبرر ممن ليس لديهم دراية بما يجرى من أمور كنسية وليس لديهم علم بالخلفيات.

وتابع "هناك هجوم الإلكتروني ممنهج على البابا، ولكن لابد وان يعلم الجميع أن الكنيسة القبطية لا تحجر على فكر ولا تصادر اَي رأي، بل قلبها مفتوح لكل أبنائها، لكن الهجوم المستمر والممنهج على قداسة البابا غير مبرر على الإطلاق".

وأوضح ان مهاجمي البابا لا يتركون تصرفًا أو كلمة تصدر من قداسته إلا ويشنون هجومًا شديدًا ضده وبأسلوب لا يليق بمكانة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وشدد حليم في تصريحات له على ضرورة أن يعي المهاجمون للبابا عدة أمور، وهى أن الكنيسة القبطية المصرية كنيسة مجمعية فلا توجد قرارات منفردة لقداسة البابا بخصوص الإيمان،، وتابع متسائلآ "لماذا هذا الهجوم الشرس على قداسة البابا؟ كما أن مناقشة الأمور العقيدية لها قنواتها الكنسية المعروفة وليست وسائل السوشيال ميديا، فمن حق اَي إنسان عنده شكوى أن يسلمها للجان المجمع الفرعية المختصة بأمر الشكوى، التي تقوم بدراستها ثم ترفع بها توصية للمجمع المقدس ليتخذ قرار بشأنها".

وأشار حليم الي أن البابا يتميز بقلب طيب للغاية، ولم يتخذ اَي إجراء تجاه من يهاجمونه، بل فتح قلبه بالحب تجاه الكل حتي معارضه".

وتسأل حليم "ألم يتقابل معهم في مقره البابوى بالكاتدرائية المرقسية وهم يشهدون كيف كان قلبه مفتوحًا بالحوار والحب ولَم يصد أحدًا أو يعاتب أحدًا ولم يستقطب أحدًا، بل عندما سألوه في وسائل الإعلام: ماذا يفعل أمام معارضيه، أجاب قائلاً: كلهم أبنائي".

وقال"ليس كل ما يعرف يقال، والحقيقة أن الكثير من المعارضين يقومون بتقييم مواقف البابا الرعوية دون أن يعلموا خلفيات عن هذه القرارات ونصبوا أنفسهم قضاة وجلادين يصدرون الأحكام دون التثبت من المعلومات".

ووجه حليم حديثه لمعارضين البابا قائلاً "الكنيسة المصرية كنيسة أبوةً ثم أبوة ثم أبوةً، وإذا هاجمت أبوك من يحميك وقت ضعفك، فالأب لم ولن ينتظر تشجيع ومديح من أولاده لكن ينتظر على الأقل أن يشعر أن أولاده يتغيرون إلى الأفضل وينمون في القامة والنعمة أمام الله والنَّاس".

أضاف "إذا هاجمت من يقف ليصلي عنك أمام الله كل يوم ومن يفكر في رعايتك كل يوم ويبذل نفسه عنك كل يوم، كيف تقف أنت أمام الله وأمام كل هذا الحب؟ وماذا تقول له؟".

وفى نهاية حديثه قال "أكرر الكنيسة تفتح قلبها للجميع ولا تصادر رأي أحد، وكل أمر قابل للحوار في قنوات الكنيسة المجمعية، وما يناسب أدبيات الكنيسة في الحوار والطريقة بكل الحب وبدون أية أغراض شخصية أو تحقيق أهداف ضيقة وقتية، ناظرين إلى رئيس إيماننا الذي به ومنه كل الأشياء وليس لنا هدف سواه ومجد كنيسته

"انجازات البابا"

شهدت الكنيسة الأرثوذكسية منذ اعتلاء البابا تواضروس الثاني الكرسي المرقسي في نوفمبر 2012، العديد من الإنجازات والإصلاحات الكنسية علي المستوي الداخلي والخارجي والتي حملها علي عاتقه بطريرك الكنيسة غير مكترثاً بحملات الهجوم وسهام النقد التي يتعرض لها من وقت لآخر، هذا بالإضافة لنجاحه في إدارة الكنيسة والعبور بها إلي بر الأمان في وقت الأزمات والمحن.

وخلال الـ 7 سنوات الماضية اهتم البابا تواضروس منذ تجليسه بقضية التعليم الكنسي أو العام، بعدما أعاد هيكلة الكلية الإكليريكية ومعهدي الدراسات القبطية والرعاية، إلى جانب إقامة مشروعي "الألف معلم قبطي" و"قائد أرثوذكسي مؤثر وفعال".

وأولى البابا اهتماما خاصا للنشء والشباب، فأقام أسقفية للشباب في أمريكا، ضمن مشروع إنشاء عدد كبير من الاسقفيات للشباب في جميع أنحاء العالم، كما التقي قداسته بمجموعات كثيرة من الأطفال والشباب من إيبارشيات متعددة في الداخل والخارج وتحاور معهم ورد علي أسئلتهم.

وقد أسس البابا تواضروس منذ تجليسه نحو 8 مدارس حتى الآن، إلى جانب اهتمامه بالرسائل العلمية والبعثات، كما وضع نظام جديد لسيمنارات المجمع المقدس.

هذا بالإضافة إلى حرص قداسة البابا تواضروس على دعم العلاقات الدبلوماسية، حيث قام العديد من الرؤساء والسفراء زاروا البابا بالمقر البابوى، بجانب حرصه على زيارة الكنائس الأخرى عند سفره للخارج وتقديم الشكر لهذه الكنائس التي تقدم خدمات كبيرة للكنائس الأرثوذكسية.

وتوسعت الكنيسة فى عهده خارجياً وأنشأت مقار جديدة لها فى العديد من الدول خاصة الأفريقية لأول مرة.

كما حرص البابا تواضروس على سيامة أباء أساقفة في مختلف الأماكن، فقام برسامة 289من الكهنة للخدمة بالقاهرة والإسكندرية وبلاد المهجر.

واهتم بإصدار لوائح جديدة لتنظيم جميع مناحى الكنيسة بشكل علمى أبرزها لائحة اختيار الأساقفة الجدد وشئون الكهنة وشئون الأديرة.

كذلك اهتمامه الكبير بالرهبان والحياة الرهبانية بكافة تفاصيلها، وقام البابا بسيامة، دفعات مختلفة من الرهبان والراهبات فقام البابا تواضروس الثاني برسامة92 راهبة لأدير مختلفة خلافًا لرسامة راهبا لأديرة المهجر.

ومن أبرز اصلاحاته الكنسية أنه اهتم بتنظيم شئون الكنيسة وتحويلها من النظام الفردى إلى النظام المؤسسى وعمل على ضخ دماء جديدة فى الكنيسة وقرر وضع نظام للتغيير الإدارى بالكنيسة.

كما صدر فى عهده العديد من قرارات الاعتراف بالأديرة فى الداخل والخارج.

وقام بصنع "الميرون المقدس" للكنيسة خلال 7 سنوات وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ولأول مرة أدخل استخدام التكنولوجيا فى صناعة "الميرون المقدس" الذى يستخدم فى المعمودية

"قوانين ولوائح كنسية"

أدخل البابا تواضروس درجات التقاضى فى قضايا الأحوال الشخصية داخل الكنيسة وقسَّم المجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية إلى 6 مجالس إقليمية يتبعها مجالس فرعية.

كما أعد قانوناً جديداً للأحوال الشخصية للأقباط حظى بموافقة المجمع المقدس بدلاً من قانون 1938.

- صدر فى عهده أول قانون لبناء الكنائس فى مصر

- أعد قانوناً جديداً لانتخاب البابا بدلاً من لائحة 1957

"مواقف وطنية"

أما علي المستوي الوطني فقد نجح البابا تواضروس الثاني في تخليد اسمه بحروف من نور في التاريخ المصري بمواقفه الوطنية، حيث شارك فى بيان 3 يوليو 2013 لعزل أول رئيس إخوانى فى مصر.

كذلك مقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" حينما حرقت ودمرت 100 كنيسة ومنشأة مسيحية عقب فض اعتصامى الإخوان وأنصارهم فى 14 أغسطس 2013.

ساند الدولة المصرية وعمل على تصحيح المفاهيم حول 30 يونيو فى الخارج باعتبارها ثورة شعبية وليست "انقلاباً عسكرياً".

بشَّر بمستقبل مصر وطالب زعماء الدول الأجنبية بمساندتها فى الاقتصاد والتعليم ورفض أن يطلب أى طلب طائفى.

تبرع بمليون جنيه لمشروع قناة السويس الجديدة فى عام 2015.

فى 2016 أعلن عن تبرع الكنيسة بقطعة أرض فى الكيلو 4 بمدخل مدينة مطروح لإنشاء مستشفى لخدمة أهل المحافظة يحمل اسم "مستشفى المحبة الوطنية" ومساهمة قدرها مليون جنيه مصرى.

ساهم فى عملية التنمية بمصر بافتتاح المدارس والمستشفيات القبطية.

رفض التدخل الأمريكى فى الشأن المصرى من بوابة الأقباط عبر اقتراح بالكونجرس الأمريكى بإلزام الحكومة المصرية بترميم الكنائس التى تم تخريبها بعد 2013.

أهدى الجائزة التى منحت له من المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية بروسيا لصالح المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية فى 2017.

تم نسخ الرابط