أبرزها الصرع .. 4 أمراض انهكت «نجيب محفوظ» فى أخر أيامه
بقدر نجاحه فى امتاع قراءه على مدار عقود من الزمن، عانى نجيب محفوظ أبو الرواية المصرى من أمراض عدة فى صغره وحتى وفاته، حيث كان ينتظر من الحين إلى الأخر نهايته المحتومة بسبب ندرة العلاج وغياب الثقافة الطبية فى المجتمع المصرى وقتها.
المؤلف الكبير تحدث عن معاناته مع المرض من صغره، موضحا أنه قد أصيب في طفولته بالصرع، وكان الصرع في هذا الوقت من الأمراض القاضية، وكانت وسائل العلاج بدائية إلى حد ما، وكان هذا المرض دائمًا ينتهي حياة صاحبه أو يصيبه بالجنون، لكنه شُفي منه بسرعة ولم يترك أثرًا.
انهى "محفوظ" معاناته مع الصرع لتبدأ رحلة جديدة فى الصراع مع مرض السكر، ففى عام 1960، عندما كان في التاسعة والأربعين من عمره، أصيب بالمرض اللعين الذى كانت كل معلوماته عنه أنه يُضعف الإنسان إلى حد كبير، لكنه استطاع التغلب عليه ولم يدعه يؤثر على عمله وظل نشاطه كسابق عهده، وعلى الرغم من محاولات المؤلف الكبير لهزيمة مرضه إلا أن "السكر" قد نال من شبكية عينه مطلع ثمانينيات القرن الماضى ما أجبره على اختصار ساعات القراءة والكتابة والالتزام بنصائح الأطباء حرفيًا.
أكثر الأمراض التى أرهقت "أبو الرواية المصرى" واستمرت معه لفترة طويلة، كان ضعف سمعه الذى تسبب فى إحراجه لأكثر من مرة، فبعد انتهائه من كتابة الثلاثية الشهيرة ، اضطر للبدء في استخدام سماعة الأذن، إذ كان لا يسمع بأذنه اليمنى على الإطلاق، أما اليسرى فكانت قدرته على السمع بها تضعف تدريجيًا.
وعن معاناته مع هذا المرض، ذكر الكاتب الكبير أنه تخلى عن واحدة من الهوايات المفضلة لديه وهى الذهاب الى المسرح، وتابع قائلا " "لم أكن لأترك مسرحية واحدة دون أن أشاهدها أما بعد ضعف سمعى بات أجمل شيء بالنسبة لى هو مشاهدة مباريات كرة القدم في التلفزيون كونها لا تحتاج إلى سماع صوت المعلق".
وذكر الأديب الراحل أنه عقب إصابته بضعف السمع، توجه ذات مرة لمشاهدة مسرحية "حلاق بغداد"، ولم يصل إليه آنذاك أكثر من ربع حوار المسرحية، ولم تساعد سماعة الأذن في تخفيف حدة هذه المشكلة، إذ أنها كانت تضخم الصوت ما اصابه بصداع شديد.
ألف «أبو الرواية المصرى» على مدار حياته الكثير من الأعمال الأدبية، وفي مقدمتها ثلاثيته الشهيرة و”أولاد حارتنا”، وتدور معظم أحداث رواياته في الحارة المصرية الشعبية، ورغم واقعية أدب نجيب محفوظ، لكنّه تناول قضايا وجودية أيضًا، وقد نجح في الحصول على جائزة نوبل للآداب، ليكون بذلك العربي الوحيد الذي فاز بها.