تيكا..ذراع المخابرات التركية لتحقيق مشروع أردوغان الإستعماري
تلعب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق التي تعرف اختصارا بـ"تيكا" دورا هاما في مخطط أردوغان الهادف إلى السيطرة على الدول العربية والأفريقية، حيث تعد أحد أذرع المخابرات التركية التي تلعب على وتر المساعدات الإنسانية للانتشار وسط المجتمعات على اختلاف ثقافاتها.
افتتحت الوكالة التركية للتنسيق والتعاون في سنة 2011 مكاتب لها في كل من الصومال وليبيا وكينيا ومصر وتونس، لتنضم إلى فروع الوكالة في إثيوبيا والسودان والسنغال لتشرف على مشروعات الوكالة في 37 دولة أفريقية تتنوع بين مجالات التعليم والصحة والزراعة، إضافة إلى مؤسسات الإغاثة والمساعدات الإنسانية كمؤسسة محمد الفاتح وجمعية ياردم والهلال الأحمر التركي ومركز يونس أمره ومركز العلاقات التركية”.
وأصبحت تيكا تقوم بدور استخباراتي فعال وتمهد الطريق لتدخل تركي استعماري في الدول التي تتواجد فيها فقبل التدخل العسكري في ليبيا على سبيل المثال مهدت تيكا الطريق منذ سنوات ،حيث استغلت الفوضى التي أعقبت سقوط نظام القذافي، واخترقت الفضاء العام في البلاد من خلال مشاريعها المكثفة التي كانت تستهدف مدنا بعينها لخصوصيتها الثقافية أو الجغرافية، مثل العاصمة طرابلس وغدامس المتاخمة للمثلث الحدودي مع تونس والجزائر، ومصراتة ذات العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، وسرت ذات الأهمية الاستراتيجية في وسط البلاد، وإقليم فزان الجنوبي الذي يمثل بوابة الصحراء الكبرى، إلى جانب إبداء اهتمام خاص بالأقليات العرقية التي يحاول الأتراك اختراقها لخدمة أجندتهم في البلاد.
ووصفها المتحدث باسم غرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب بانها اليافطة الخيرية للمشروع العثماني الإخواني الجديد، وهي بالأساس أداة اختراق للمجتمع تجمع بين الجانب المخابراتي وبين تمويل الإرهاب من خلال الدعم الذي تقدمه للجمعيات والمنظمات والأفراد المتورطين في ضرب مؤسسات الدولة الليبية، وفي محاولة التصدي لعملية التحرير والتطهير التي تقودها القوات المسلحة الليبية في مختلف أرجاء البلاد
وأضاف أن تيكا هي الوجه الآخر لجمعيات مثل قطر الخيرية، التي تصب معها في نفس الهدف لاختراق المجتمعات عبر دعم قوى الإسلام السياسي وتمكينها من التغلغل في المدن والقرى والمناطق النائية والأحياء الفقيرة .
وفي جيبوتي بدأت تيكا عملية الاختراق في الدولة الإفريقية ذات الموقع الاستراتيجي المتميز عقب زيارة أردوغان في عام 2015 ، قبل أن تعلن في يونيو 2018 تقديم تبرعات غذائية لمن سمتهم "فقراء جيبوتي".
ولم تتوقف أعمال "تيكا"، في جيبوتي، ففي مارس 2019، حاولت التحكم في القطاع الطبي بالبلاد، ونظمت دورة تدريبية في مجال رفع القدرات الطبية في حالات الطوارئ لموظفين من 12 دولة بينها جيبوتي.
قطاع الطيران في جيبوتي لم يسلم أيضا من أطماع أردوغان، حيث أعلنت الوكالة في يونيو 2016، تنظيم ورشة تدريبية لموظفي الطيران المدني الجيبوتي في أنقرة بزعم توسيع وبناء قدراتهم في هذا المجال.
في الظاهر، بدا أن الورشة هبة من الأتراك، لكن فحواها كشف عن هدفها الحقيقي، بتأكيد أهمية جيبوتي باعتبارها واحدة من أهم الموانئ في شرق أفريقيا، كما أنها تخدم خطط أردوغان التجارية بالقارة السمراء.
واكتملت خطة التحكم في الطيران والمطارات في جيبوتي، بإعلان الوكالة في 16 مارس 2018، تطوير قسم كاميرات المراقبة بمطار جيبوتي "أمبولي" الدولي، وانتهت من أعمال تحديث وتطوير قسم كاميرات المراقبة التابع لقيادة الدرك في المطار.
في 24 يناير 1992 أسست تركيا وكالة التعاون والتنسيق، بهدف معلن وهو مساعدة الجمهوريات السوفييتية في إنتاج بنيتها وهويتها وتطويرها في جميع المجالات، بينما كان الهدف الحقيقي هو تكريس سلطة أنقرة على تلك الدول الخارجة لتوّها من شمولية الحكم الشيوعي، والسيطرة على قرارها من خلال استغلال عناصر
و مع بداية عام 2000، ومع تولي حزب العدالة والتنمية السلطة، أخذت تيكا وجها آخر وهو الوجه الإخواني القومي، الباحث عن مدارات أخرى لخدمة مشروع الحزب في دول أفريقيا وآسيا وأوروبا.وبإشراف مباشر من الرئيس رجب طيب أردوغان تضاعف انتشار تيكا ليرتفع عدد مكاتبها من 12 مكتبا في عام 2002، إلى 25 مكتبا في عام 2011، ثم 33 مكتبا في عام 2012. واليوم تواصل تيكا أنشطتها عبر 56 مكتبا تنسيقيا في 59 دولة، بحجم مساعدات ارتفع من 85 مليون دولار في عام 2002 إلى 3 مليار دولار في عام 2015، على أمل أن تستهدف 140 دولة في 5 قارات، من المحيط الهادي إلى آسيا الوسطى، ومن أفريقيا والشرق الأوسط إلى البلقان، ومن القوقاز إلى أمريكا اللاتينية.