”شرُّ البليِّة ما يُضحك” جعلت ”الطبع يغلب التطبع”..اعرف الحكاية

الموجز

نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".

"الطبع يغلب التطَبُّع"، و"شرُّ البليِّة ما يُضحك" يُحكى أن ملكاََ سأل وزيره الطبع أهم أم التطبع، فأجابه الوزير أن الطبع أهم وأبقى، ليرد عليه الملك بأن العكس هو الصحيح، فالتربية تغلب الطبيعة، قائلًا:"سوف أريك ذلك غدًا".
وكان الملك قد أمر مربي قطط ذا خبرة بها، أن يربِّي له أربع قطط ويعودها على حمل أربع شموع مشتعلة، بحيث ترفع كل قطة شمعة منيرة في مجلسه فتكون أعجوبة أمام الحاضرين، وحين حضر الوزير في الغد وجد في مجلس الملك أربع قطط مؤدبات، كل قطة ترفع بإحدى يديها شمعة تشتعل بالنار، فكان منظرهن عجيباً.
التفت الملك الى وزيره وقال:ألم أقل لك إن التطبيع يغلب الطبع؟، ألا ترى هذه القطط تحمل الشموع بكل أدب؟، لقد طبَّعناها على ذلك حتى نسيت طبعها الأصلي.
فقال الوزير:هل يسمح لي سيدي أن أثبت له عكس ذلك في الغد؟، قال الملك:
أسمح لك؟ بل أتحدَّاك، قال الوزير: العفو يا سيدي.. ولكنني سأثبت لك في الغد أن الطبع يغلب التطبع لما لذلك من آثار في سياسة الناس واختيار الرجال، قال له الملك:افعل إن استطعت.
وفي الغد حضر الوزير وحين رفعت القطط الشموع بكل أدب واحترام أطلق من جعبته أربعة فئران أمام القطط فزاغت عيون القطط ورمت الشموع المشتعلة ناراً فوق السجاد الوثير وطاردت الفئران وأسرع الحراس يطفئون النيران التي أحدثتها الشموع التي تخلت عنها القطط فوراً استجابة لطبعها في مطاردة الفئران .
قال الملك وهو يرى المشهد:صدقت أيها الوزير.. الطبع يغلب التطبع.. دَرَّبنا هذه القطط عدة شهور ونسيت كل ما تدربت عليه في ثانية.. ثم ضحك وهو يقول "شرُّ البليِّة ما يُضحك"

تم نسخ الرابط