أوصى بها النبي ﷺ.. ماهي الموعظة التي أبكت الصحابة ؟

الموجز

نشر الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، عبر صفحته الرسمية علي الفيس بوك قصة الموعظة التي قالها النبي ﷺ وأبكت الصحابة.

وقال خالد عن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ))؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وتابع الداعية الإسلامي :أبكى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته بهذه الموعظة، حينما علم بها الصحابة قرب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحمل لنا هذا الحديث نموذجًا من نماذج الموعظة المؤثرة التي صدرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبًا بها أفراد أمته، وقد بلغت من تأثيرها أن ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، وظنها البعض آخر موعظة يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

نوعان من البدع

تقول دار الإفتاء المصرية إن هذه الموعظة تحتوي على التحذير من نوعين من البدع سوف يحدثان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيهما إخلال بثابتين من ثوابت الإسلام:

البدعة الأولى: قلة التقوى، وهي تخل بمبدأ التقوى في كل الأمور، وقد عرف سيدنا الإمام علي التقوى بقوله: "هي الخوفُ من الجَليل، والعملُ بما في التنزيل، والاستعدادُ ليوم الرَّحيل"، وهو من أكثر التعريفات الملخصة لحقيقة التقوى.

البدعة الثانية: بدعة الخروج على الحاكم، التي تخل بمبدأ الاحتفاظ بالسمع والطاعة للحاكم، ولقد نقل الإمام النووي في شرحه على أحاديث صحيح مسلم الإجماع على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ولو كان جائرًا أو فاسقًا أو ظالمًا، وذلك في صدد شرحه للأحاديث التي تحذر من هذا الصنيع.

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من يعش فسيرى اختلافًا وابتداعًا يخرق هذين الثابتين المهمين من ثوابت الدين.

وإذا كانت قلة التقوى من البدع العامة، فإن بدعة الخروج على الحكام كانت قاسمًا مشتركًا لكل الفرق خارج دائرة أهل السنة والجماعة.

وكان على رأس الفرق التي وقعت في بدعة الخروج على الحكام الخوارج والمعتزلة.

ثم يحدثنا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن كيفية التحصين من البدع التي تخلُّ بالثوابت الراسخة لهذا الدين، فيأمرنا باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده؛ فنتمسك بها ونسير على هديها.

تم نسخ الرابط