فاوتشي.. معلومات خطيرة عن رجل «كورونا» الذى يكرهه ترامب
انتقادات متكرّرة يوجّهها دائمًا، سيّد البيت الأبيض، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للطبيب المرموق، خبير الأمراض المعدية، أنطوني فاوتشي، عضو خلية مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
والدكتور أنتوني فاوتشي هو المستشار العلمي في البيت الأبيض للرؤساء المتعاقبين منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ وأكبر خبير للأمراض المعدية في الولايات المتحدة.
ويظهر فاوتشي على شاشة التلفزيون كل يوم تقريباً حيث يتصدر حرب أمريكا على كورونا، وصار من أبرز وجوه فريق العمل الذي شكّلته إدارة ترامب لمكافحة الجائحة.
وكان ترامب نشر «وسما» على «تويتر» يدعو لإقالة فاوتشي، بعد أن قال إنه: «كان من الممكن إنقاذ أرواح لو اتخذت البلاد إجراءات العزل العام مبكراً خلال تفشي فيروس كورونا المستجد».
وانتقد ترامب فاوتشى، فى مقابلة مؤخرًا مع فوكس نيوز، وقال إنه رجل لطيف لكنه ارتكب الكثير من الأخطاء، مقوضًا بذلك دور خبير الصحة العامة الذى تشير استطلاعات الرأى إلى أن الأمريكيين يثقون به أكثر مما يثقون بالرئيس.
وقال أحد كبار المسئولين لـ"سى إن إن" إن البعض داخل البيت الأبيض لا يثق فى فاوتشى، مشيرين إلى المقابلات التى اختلف فيها فاوتشى صراحة مع ما قاله ترامب.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد قالت فى تقرير لها إن البيت الأبيض قام بتهميش أنتونى فاوتشى، بعد تحذيراته المتكررة من وضع كورونا فى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن فاوتشى لعب على مدار أشهر دورًا قياديًا فى أزمة كورونا بأمريكا، حيث كان يقيم المخاطر ويصدر تحذيرات صريحة على نحو متزايد فى الوقت الذى ساء فيه تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة.
لكن مع ابتعاد إدارة ترامب عن نصيحة كثير من علمائها وخبراء الصحة العامة فيها، تحرك البيت الأبيض لتهميش فاوتشى وألغى بعضا من ظهوره التلفزيونى المقرر وأبعده إلى حد كبير عن البيت الأبيض لأكثر من شهر، حتى مع زيادة إصابات كورونا فى مناطق كثيرة بالبلاد.
وتقول واشنطن بوست إنه بالنسبة لبعض مسئولى الإدارة، فإن مثل هذه التطورات كانت إشارة مبكرة على أن وظيفتهم معلقة، إلا أن ترامب لا يستطيع أن يقيل فاوتشى مباشرة، فقد عمل الأخير على مدار أكثر من 50 عامًا فى الخدمة الحكومية ويتمتع بتأييد قوى من كلا الحزبين الديمقراطى والجمهورى.
وفاوتشي تخصصي المناعة (77 عاماً) يعمل منذ عام 1984 مديراً للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة الأمريكية، ونصح بالفعل ستة رؤساء للولايات المتحدة، وهو معروف لدى جميع الأمريكيين، لدرجة أن مدير شبكة «سي إن إن» كريس كومو علّق على دور فاوتشي بالقول: «لقد أصبح الجد للأمريكيين».
ولا يقتصر عمل فاوتشي على إسداء النصح للرئيس والوزارة فحسب، بل وقبل كل شيء للجمهور الأمريكي، وذلك عبر ترجمة التصريحات المعقّدة للأطباء والخبراء إلى اللغة العامية.
فوفق فاوتشي «يجب أن تكون على يقين بأنك مفهوم جيدًا، لا أن تُبهر الناس بعدد الكلمات في المصطلحات الطبية التي تعرفها؛ فالهدف الأول هو أن يفهم الناس ما تتحدث عنه».
ومن أجل زيادة الوعي بـ «كوفيد ـ 19»، يجري فاوتشي مقابلات مع كوميديين أو رياضيين أمريكيين، حيث انضم إلى بث عبر «انستجرام» مع لاعب كرة السلة ستيفن كاري، لإخبار الناس بعدم الخروج من المنازل.
وتكشف تعليقات فاوتشي عن التحدي الفريد الذي يواجهه: لكي يُنقذ حياة الأشخاص، عليه أن يقدّم معلومات واضحة ومفيدة للشعب الأمريكي.
وفي هذه الأثناء، يواظب مديره -رئيس الولايات الأمريكية المتحدة- على تقويض هذا الجهد.
ولحسن الحظّ أنّ هذا ليس أول عهد الدكتور فاوتشي بهذه المواقف. ففي جعبة الرجل مسيرة مهنية امتدت على مدار ست ولايات رئاسية منذ حقبة رونالد ريجان وحتى حقبة ترامب.
وهو يشغل الوظيفة ذاتها منذ عام 1984 وقد أشرف على عدد من الردود الفيدرالية على أزمات طبية وأوبئة عدّة، منها المتلازمة التنفسية الحادة (السارس) وإنفلونزا الخنازير والإيبولا.