ظهور العذراء مريم .. حقيقة ام خرافات
بين الحين والآخر تنتشر اخبار تؤكد ظهور العذراء مريم على منارة احدى الكنائس أو الأديرة، ولكن في بعض الأحيان تكذب الكنيسة الخبر وتأكد انه لم يظهر شيء، وفي كثير من الاوقات تأكد الخبر ويصدر راعي الكنيسة بيان يشرح فيه ما حدث ومدة ظهور العذراء، فيسرع الأقباط للتبارك بها.
ومع تقدم التكنولوجيا وانتشار الهواتف التي تدعم التصوير اصبح سهل علي الجميع تصوير الضوء الذى يظهر، وبالفعل هذا ما حدث الجمعة الماضية حيث تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورا علقوا عليها بأنها "ظهور للسيدة العذراء "على منارة كنيسة العذراء بدير مواس.
ومن جانبه قال القس مينا سمير سكرتير، الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا، "بعض الأقباط شاهدوا ظهورات نورانية للعذراء مريم على منارة كنيسة العذراء بدير مواس وتم تصوير هذه الظهورات بالتاريخ والوقت"، مشيرا إلى أن الأنبا أغابيوس شاهد التصوير.
وكانت آخر المرات التي ظهرات فيها العذراء وأكدت الكنيسة الخبر في ديسمبر عام 2009، حيث ظهرات العذراء فوق القبة الوسطى لكنيسة الملاك ميخائيل بالوراق، وتجمهر عشرات الآلاف من المصريين لمشاهدة ظهور العذراء فارتفعت الزغاريد والتهليل والصلوات، كما التقط المحتشدون العديد من الصور للتجلي بكاميرات الموبايل والفيديو لتوثيق الحدث.
وهذه المرة أكد الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية فى ذلك الوقت في عظته الأسبوعية، أن ظهور العذراء الأخيرة بكنيسة الوراق حقيقة واضحة شاهدها الآلاف من المسلمين والمسيحيين، مضيفا: "إنكار البعض لها لا يعني أنها لم تظهر"، مقررا إصدار بيان رسمي عن الكنيسة يؤكد ظهورها.
وهناك عدة روايات وقصص حول ظهور العذراء مريم على كنائس مصرية، وكان أول توثيق كنسى لظهورها منذ أكثر من نصف قرن.
فبحسب موقع الأنبا تكلا، كان أول ظهور للعذراء في الزيتون مساء يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل 1968م، حيث لاحظ الخفير المكلف بحراسة جراج مؤسسة النقل العام بمنطقة الزيتون، جسما نورانيا فوق قبة كنيسة العذراء بشارع طومان باي، فأخذ يصيح بصوت عالٍ: "نور فوق القبة"، ونادى عمال الجراج، فأقبلوا جميعا وحدقوا النظر، ليجدوا فتاة ترتدي أبيض وتشع نورا.
ارتفعت صيحاتهم إليها خوفا أن تسقط، وظن البعض منهم أنها فتاة تنوي الانتحار، فصرخوا لنجدتها، وأبلغ بعضهم شرطة النجدة، فتجمع المارة من الرجال والنساء، وأخذ منظر الفتاة يزداد نورا ويشتد ضياء، وكانت تمسك في يدها بعض أغصان شجر الزيتون، وفجأة طار سرب حمام أبيض فوق رأسها، وحينئذ أدركوا أن هذا المنظر مخالف للطبيعة، ولكي يقطعوا الشك باليقين، عزموا على تحطيم المصابيح الكهربائية بالشارع والقريبة من الكنيسة، فبدت الفتاة أكثر وضوحا، وأخذت تتحرك وحولها هالة مشعة، حينها أيقن الجميع بأن الفتاة التي أمامهم هي دون شك "مريم العذراء"، فعلى التصفيق والصياح والتهليل، مرددين: "السلام عليكي يا مريم".
هذه هي الرواية التي تتناقلها معظم الأجيال السابقة حتى الآن عن الظهورالأول للعذراء مريم في مصر.
ومن بعدها توالى ظهور السيدة العذراء مريم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكان الظهور يتم أو يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت في بعض الأحيان إلى ساعتين وربع كما حدث في فجر الثلاثاء 3 إبريل سنة 1968 الموافق 22 برمودة 1684 ش.
وحدث أن ظهرت لأكثر من ساعتين دون انقطاع وذلك في 2 أبريل سنة 1968 الموافق 24 برمهات 1684.
كذلك كان هناك ظهور للعذراء في شبرا سنة 1986م، فى كنيسة القديسة دميانة، بدأ الظهور يوم 25 مارس سنة 1986، وقد بدأت مشاهدتها بصورة جماعية مساء الثلاثاء 16 برمهات 17.2 للشهداء 25 مارس 1986.
كما يعتقد أن العذراء ظهرت فى شنتا الحجر أثناء صوم العذراء فى 6 أغسطس 1997، حيث يقال أن بعض الناس رأوا نورًا فائق للطبيعة فهرع آلاف من الناس إلى قرية شنتنا الحجر التابعة لبركة السبع محافظة المنوفية، وسجلته مجلة اليقظة القبطية فى عددها الصادر فى يناير فبراير 1999 م.
كذلك كان هناك اعتقادات بظهور العذراء فى مركز القوصية في أسيوط، بداية من عام 2000 وحتى الآن، إذ يعتقد أن العذراء تجلت فوق كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني للأقباط الأرثوذكس، بمركز القوصية بمحافظة أسيوط، لكن أغلب تلك الروايات لم تأكدها أو تنفيها الكنيسة القبطية.
وعلى الرغم من تأكيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على ظهور العذراء الا ان الطوائف الأخرى لا تؤمن بظهورات العذراء، فالقس صفوت البياضي، رئيس السابق للطائفة الإنجيلية، وصف في إحدى تصريحات ظهور السيدة العذراء مريم بأنه "سفه للضحك على عقول البلهاء والبسطاء".
وأضاف "نحن نقدر العذراء مثل سائر المسيحيين والمسلمين، لكن ليس معنى ذلك أن تظهر للناس كما يروج البعض"، موضحا أن العذراء لم ولن تظهر ولا مرة واحدة منذ عهد السيد المسيح.
اما الكنيسة الكاثوليكية فلها موقف مختلف فهي تعترف بظهور العذراء ولكن ليس في مصر حيث أوضح الأب هانى باخوم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، أن الكنيسة الكاثوليكية تقر وتعترف ببعض ظهورات العذراء مريم فى مناطق مختلفة من العالم من بينها ظهور العذراء فى لورد بفرنسا وفاتيما بالبرتغال حتى أن الفاتيكان أصدر وثيقة يشرح فيها كيفية الاعتراف بمعجزة الظهور التى تتم وفقًا لعدة خطوات.
وتابع باخوم: "قبل الاعتراف بالظهور من قبل الفاتيكان لا بد من التأكد من صحة الحدث نفسه من خلال شهادات شهود العيان على أن يتمتع الحاضرون للحدث باتزان نفسى وروحى بعيد عن التهيؤات".