الكرة والسياسة .. عندما قتل ”مجرم الحرب ” أحلام منتخب العراق في أولمبياد أثينا

بوش
بوش

دائما ما ارتبطت السياسة بالرياضة، ودائما ما كانت كرة القدم الورقة الرابحة التي يراهن عليها الحكام والملوك لكسب الشعبية الجارفة لدى الشعوب، نظرا للتأثير الكرة لهذه اللعبة عبر أكثر ما يزيد عن قرن من الزمان.

لا يخفى على أحد توهج فريق العراق الأولمبي لكرة القدم في أولمبياد أثينا 2004، سرق الأضواء وأبهر العالم، رغم مرور سنة على احتلال العراق وقتها، ولكن منتخب أسود الرافدين أراد أن يصنع إنجازاً رياضياً يخفف من وطأة الآم بلاد الرافدين، وبالفعل نجح أن يقدم سيمفونية كروية أبهرت العالم وحصد المركز الرابع في الأولمبياد، وكان يمكن أن يستكمل مسيرته نحو اللقب، ولكن تصريح مثير من الرئيس الأمريكي "بوش" أفقد العراقيين عزيمتهم، عندما قال إنه كان يقف خلف هذا المنتخب، ويدعمه فأبي العراقيون أن ينسب إنجاز لجلادهم.

ورغم مرارة الاحتلال كان الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة العراقية على المستوى الأولمبي، في هذه النسخة والتي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا، حين تصدر العراقيون مجموعتهم ووصلوا لربع النهائي، الذي تغلبوا فيه على أستراليا بهدف نظيف، ليعبروا لنصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ منتخب عربي، ويخسروا أمام البارجواي بثلاثة أهداف لهدف وحيد، ليحققوا المركز الرابع بعد هزيمتهم أمام إيطاليا بهدف نظيف.

و‎كشف نجم المنتخب الوطني العراقي السابق، قصي منير، عن الظروف والأجواء التي مر بها "أسود الرافدين" خلال مشاركتهم في أولمبياد أثينا 2004.

وقال منير: "حين بلغنا مباراة نصف النهائي أمام البارغواي، رئاسة الوفد أبلغونا أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، سيحضر إلى اليونان لمؤازرتنا في حال بلغنا المباراة النهائية، وهذا الأمر سبب إرباكا كبيرا بين اللاعبين، فهناك من رحب بخبر حضور بوش وهناك من رفض، بدوري أبلغت اللاعبين بأن نركز على المباراة ولكل حادث حديث".

وأشار إلى أن "هذا الأمر تسبب بفقدان تركيزنا، وكان أحد أسباب خسارتنا في نصف النهائي أمام بارغواي".

وحصد "أسود الرافدين" المركز الرابع في تلك البطولة، بعدما قدموا أداء كبيرا في جميع المباريات، أبرزها التغلب على البرتغال بقيادة كرستيانو رونالدو والخسارة بصعوبة أمام إيطاليا بهدف نظيف.

تم نسخ الرابط