ميشيل المصري.. معلومات عن موسيقار ”ليالي الحلمية” الذي رفض التوسل للمنتجين ومات في صمت
فنان وموسيقار صاحب قلب طيب، ظلمته الحياة، لم يأخذ حقه بقدر فنه.. وإبداعه الذي تركه خلفه، فالناس يعرفون جيدا موسيقاه حيث أصبحت مكّونا من مكونات الثقافة المصرية، وأشهرها على سبيل المثال موسيقى “ليالي الحلمية” و”الحاج متولي”.
ولد مشيل المصري سنة 1933، وكان والده تاجرا يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء ومع ذلك عارض بشدة دخول ابنه عالم الفن ،و ورغم ذلك كان ميشيل محبا للرسم والموسيقى لدرجة أن مواهبه لقيت تشجيعا كبيرا من أساتذته وبنهاية دراسته الثانوية سنة 1948 التحق سرا بمعهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة بالقاهرة ثم بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية سنة 1949.
وبرغم انه كان عازفا على ألة الكمان إلا إن مدير المعهد وجهه لدراسة ألة الكورنيت النحاسية، كون ميشيل فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفا كان لها نشاطها في الحياة الموسيقية المصرية.
وزاد تعلقه بالموسيقى عندما بدأت في صغره تجمعه صداقات بأولاد منطقته المحبين للموسيقى مثل الموسيقار بليغ حمدي والموسيقار صلاح عرام ومحرم فؤاد..
لكن مشيل مع مرور الوقت أصبح عازفا وعمل مع أم كلثوم في آخر أربع سنوات من حياتها، في حفلاتها الأخيرة، في أغنيات “أغدا القاك، من اجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب”، وظل عازفا مميزا مع الفرقة الماسية، يعزف ويقوم بتوزيع موسيقى لعشرات الألحان التى تقدمها، ورغم ذلك فإنه رفض العمل معها لسنوات طويلة عندما كانت تطلبه للعمل معها كعازف، بعد شائعات كانت منتشرة عنها أنها تهين الموسيقيين وتستعبدهم، وارتبط بعلاقات وثيقة وقريبة مع كبار الموسيقيين مثل رياض السوداني ومحمد عبد الوهاب.
وعزف مع فرقة الرحابنة بمصاحبة (فيروز) فكان عازف الفرقة الأول، كما وزع ثلاثية (محمد عبد الوهاب) .. (بعمرى كله حبيتك، وأنده عليك، وفي يوم وليلة) التى تغنت بهم (ورده) و(قارئة الفنجان) القصيدة الرائعة اللى وضع (ميشيل) موسيقى المقدمة لها، من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجى.
اتجه ميشيل المصرى إلى التوزيع الموسيقى لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب ، وبعد ذلك اتجه إلى التأليف الموسيقى في العديد من المجالات فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلما روائيا مصريا كما كتب الموسيقى لسبعة وعشرين مسلسلا تليفزيونيا ، ويمتاز أسلوب ميشيل المصرى الموسيقى بجمله البسيطة فيما يعرف في عالم الفن بالسهل الممتنع .
هو صاحب أكثر من مائة عمل فني بين موسيقي تصويرية وتترات مسلسلات وأغاني وأفلام وأبريتات غنائية ومؤلفات موسيقية، ومن أهم أعماله الموسيقية “ليالي الحلمية”، “من الذي لا يحب فاطمة”، “أبناء ولكن”، “الحاج متولى” مسلسل “الكومي”، فيلم “131 أشغال”، فيلم “فتاة من إسرائيل"، وقدم العديد من الموسيقي للأعمال الدرامية الإسلامية ولم تمانع صناع هذه الأعمال من وضع إسمه إلا انها رفضت إحدي القنوات الدينية إضافة إسمه وأستبدلتها بـ"م المصري".
توفى منذ عامين في 30 يونيو من عام 2018، و رحل في صمت كما عاش بعيدا عن الأضواء، لأن كبرياءه الفني كان يمنعه دائما من محاولة عرض أعماله على الآخرين.