نعيمة الأيوبي.. قصة أول امرأة ترتدي روب المحاماة فى مصر
تعد نعيمة الأيوبي” هي أول امرأة محامية في مصر والعالم العربي، حيث أنها أول من ارتدت روب المحاماة من النساء، وأول امرأة قيدت بنقابة المحامين، لكن كيف وصلت إلى هذه المكانة فى ظل مجتمع منغلق كان يرفض تعلم المرأة.
البداية ترجع إلى عام 1927م، حين لجأت “نعيمة الأيوبي”، إلى الدكتور طه حسين وزير المعارف – التعليم العالي – آنذاك، للالتحاق بالتعليم الجامعى الذى كان قاصرا على الطلاب ووعدها بتحقيق رغبتها ، ، وبالفعل أحضر لها الموافقة على قرار قبولها و4 طالبات أخريات بجامعة القاهرة.
حصلت “الأيوبي”، على المركز الأول في كلية الحقوق، مُتقدمة بذلك على جميع زملائها، وذلك على الرغم من مرضها مرض شديد قبل شهادة الليسانس مباشرة، لكنها جاهدت وقاومت المرض، واجتازت الامتحان بنجاح باهر، وبمرتبة الشرف الأولى للمرة الأولى منذ إنشاء كلية الحقوق، ولم تكتفِ نعيمة بالشهادة الجامعية، لكنها قررت الخروج لميدان العمل بالمحاماة، وكافحت لنيل حقها في عضوية نقابة المحامين، فكانت أول محامية في تاريخ النقابة، وعملت بمكتب محمد علي علوبة، لتتخذها الفتيات بعد ذلك قدوة وتتبعها “مفيدة عبدالرحمن”، و”عطية حسين الشافعي”.
ذهبت نعيمة الأيوبي إلى المحكمة أول مرة، لتدافع عن قضية وطنية، حيث كانت مُحاكمة لثلاثة رجال من رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، وهم: فتحي رضوان، وأحمد حسين- رئيس حركة مصر الفتاة-، وحافظ محمود- نقيب الصحفيين – آنذاك.
ولقى وجودها في ساحة المحكمة، ترحيب كبير من قِبل القُضاة والمحاميين الأخريين، وزارت وقتها غُرفة المحاميين بمحكمة الاستئناف والمحكمة الشرعية، بعد إلحاح منهم، وعبروا لها عن إعجابهم الشديد بشعارها السامي الذي دائمًا ما كانت تردده وهو : ” إنني لن أترافع إلا في قضايا المظلومين لأنتصف لهم من الظالمين، وسأخصص حياتي لخدمة المهنة التي شغفت بها منذ كنت طفلة، ومنذ رأيت عمي محاميًا يفخر برداء المحاماة على أي شيء آخر في الحياة “.