بخطاب مزوّر.. خطة إسرائيل الفاشلة للوقيعة بين عبدالناصر والبابا كيرلس

عبدالناصر والبابا
عبدالناصر والبابا كيرلس

في مطلع يونيو عام 1960، انشغل المصريون بشائعة مفادها إرسال البابا كيرلس بطريرك الكرازة المرقسية رسالة تأييد لرئيس الوزراء بن جوريون، مباركاً خطواته في إنشاء الدولة الصهيونية، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فوّت الفرصة على كل من يحاول الصيد في الماء العكر بالتأكيد على أن ما يشاع عبارة عن محاولة للوقيعة بينه وبين البابا.

ويروي الكاتب الصحفي محمود فوزي قصة الخطاب الذي كاد أن يشعل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ويذكر في كتابه "عبد الناصر والبابا كيرلس" يأتى الكاتب الصحفى محمود فوزى بالقصة كاملة قائلا، إن الخطاب المزور حمل توقيع البابا، وسكرتيره الروحى، ووكيل عام البطريركية، وخاتم الكنيسة، وكان الكلام مكتوبا على ورق تم تزويره ليبدو أنه خاص بالكنيسة.

وأورد "فوزي" نص الخطاب: " من كيرلس السادس المدعو بنعمة الله بابا بطريرك الإسكندرية والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربية وجنوب إفريقيا والسودان والشرق الأدنى وسائر الكرازة المرقسية، إلى السيد بن جوريون رئيس حكومة إسرائيل المؤيدة بنعمة الرب".

وجاء في الخطاب المزور "إننا لا يسعدنا إلا أن نرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله جل وعلا أن يكلأ رجال حكومتكم بعناية ويحرسكم بقوة واقتدار وعظمة مجده، وأن يشتت شمل من يقف فى طريقكم وأن يكون مصيرهم الغرق فى البحر الأحمر، وذلك لأنه بعبادة موسى النبى خلص بنو إسرائيل من عبودية فرعون قديما وشق لهم فى البحر طريقا، ونحن ندعو لكم بالنصر على مراوغة القرن العشرين".

وتضمن الخطاب الموزر أيضاً "بهذه المناسبة السعيدة لسفر ابننا القمص مكارى السريانى السكرتير الروحى الأول لحضور مؤتمر الكنائس العالمى فى أمريكا، نبعث لسيادتكم بتحياتنا بشموله بصالح الدعوات، ونأمل أن تكون هذه الرسالة فاتحة خير وبركة للشعب الإسرائيلى كله، كما يسعدنا جدا أن نعتبر هذه الرسالة بمثابة استعطاف سيادتكم بأن تسمحوا للدكتور الأنبا باسيلوس مطران القدس والشرق الأدنى بتحصيل ما يخص الأقباط من إيرادات شهرية تحت رعايتكم، وهذا كل ما طلب على حسب تعليمات سيادتكم ونعمة الرب تشملكم".

وبحسب "فوزي" في كتابه، كان الخيط الأول فى كشف هذه الجريمة بلاغ تلقاه قسم شرطة عابدين بمحضر رقم 163 من يوسف محمود الشيخ على صاحب "ستوديو فريد" أمام محكمة عابدين، وقال، إن شخصا يرتدى الزى الكهنوتى يتردد على محله، وعندما سأل العمال عن سبب تردده قالوا له :" يكتب شكاوى ويصور صوراً ضد البابا كيرلس " .

وبتتبع هذا الشخص تبين أنه راهب مطرود اسمه أرمانيوس الأنطوني، واختلس قبل طرده إيرادات حدائق الموز التابعة للكنيسة بالقدس وأريحا، وحين كشفه مطران القدس ضربه وهرب، ولبس العباءة والعقال وتسلل إلى داخل إسرائيل، حيث اصطاده "الموساد "، وعاد إلى القدس ثم جاء إلى القاهرة ليشرع فى جريمته.

وكان تعليق البابا: "هذا الخطاب جريمة عظمى لا تغتفر ليس فى حق الوطن فقط، بل فى حق الكنيسة أيضا التى لا يمكن أن تعترف بإسرائيل ولا بالعصابات الصهيونية".

تم نسخ الرابط