يُقال أن ”ناصر” رآها.. هل هناك علاقة بين النكسة وظهور العذراء مريم بكنيسة الزيتون؟

ناصر والبابا كيرلس
ناصر والبابا كيرلس

في الثاني من أبريل عام 1968، كانت مصر على موعد مع جدل كبير، وذلك على خلفية انتشار أقاويل تشير إلى ظهور السيدة مريم العذراء أعلى كنيسة بمنطقة الزيتون بالقاهرة.

استمر الجدل شهراً كاملاً، فبينما رفض فريق ظهور العذراء في مناظر "روحانية ونورانية"، لم يستبعد آخرون حدوث ذلك، فيما وقف فريق ثالث بين الرأيين، غير مُصدّق أو مُكذّب.

وفي 4 مايو أصدر البابا كيرلس بيانا رسميا قال فيه: "إن ظهور العذراء فى كنيسة الزيتون حقيقة"، وأضاف البيان: "آلاف المواطنين من مختلف الطوائف قرروا بيقين رؤية العذراء، واتفق وصفهم بشهادات جماعية، وأن العذراء ظهرت فى ليال مختلفة وأشكال مختلفة، وكانت تتحرك وتمشى وتواجه المشاهدين وتباركهم وتشفيهم".

ظهرت الصحف المصرية بـ"مانشيتات" يوم 5 مايو 1968 عن بيان البابا، وأجرت تحقيقات ميدانية من موقع الحدث، وجمعت شهادات لمن وصفتهم بـ"شهود العيان"، ذكروا أنهم رأوا سيدة تلبس ملابس بيضاء وتقف فوق القبة البحرية، وكأنها تنوى الانتحار، ولكنها لم تتحرك، ودققت النظر فوجدتها على شكل راهبة وفجأة طار فوقها حمام أبيض

توافقت شهادات رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر مع شهادات المواطنين، كما زادت الصحف بالحديث عن معجزات الشفاء لمواطنين مسلمين ومسيحيين من أمراض مستعصية، وأخذت القضية اهتماما بالغا على المستوى الرسمى للدولة.

وذكر الكاتب محمود فوزي فى كتابه "البابا كيرلس وعبد الناصر"، إن الرئيس جمال عبد الناصر رآها بنفسه، ومعه حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى الأعلى، وذلك من شرفة فيلا أحمد زيدان، كبير تجار الفاكهة المواجهة للكنيسة.

وقالت وزارة السياحة إنها أرسلت تقريرا عن ظهور "العذراء" إلى سفارات مصر والمكاتب السياحية بالخارج.

ويذكر سعيد الشحات في كتابه "ذات يوم.. يوميات ألف عام.. وأكثر"، أن الحدث استمر طوال شهر ونصف، وبلغ زواره مئات الآلاف، لكن الحديث عن السياق السياسى الذى وقع فيه كان ينقل الموضوع إلى رؤية أخرى، فهو جاء بعد نكسة 5 يونيو 1967، والتى أدت إلى بدء تدريجى فى ظهور التيارات الدينية المتطرفة، ردا على هزيمة "المشروع القومى"، وتزامن معه ميل اجتماعى إلى تصديق حديث الخوارق التى كانت فى وجهة نظر البعض "خرافات".

تم نسخ الرابط