«فيسبوك» والبنك الدولي و«التعاون الاقتصادي» يرصدون الوضع العالمي للشركات الصغيرة

الموجز

نشرت شركة فيسبوك بالشراكة مع البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) اليوم، "تقرير الوضع العالمي لقطاع الشركات والأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة" بناءً على دراسة استقصائية شملت أصحاب الشركات والأعمال الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم. ويعد هذا التقرير هو الأول ضمن سلسلة مستمرة من التقارير التي تم التخطيط لها قبل انتشار الوباء، ويستند التقرير المنشور إلى بيانات تم جمعها عبر مسح شمل أكثر من 30 ألف من أصحاب الأعمال الصغيرة في أكثر من 50 دولة.

وتعبّر الشركات الصغيرة والمتوسطة عن نبض ونشاط المجتمع، وهم عنصر حيوي فاعل في حركة الاقتصادي العالمي، سواء كانت مقاهي أو مكتبات أو مطاعم أو شركات تمديدات صحية أو منظمي حفلات أو مصممي جرافيك، حيث تسهم تلك الشركات في إيجاد الوظائف وفرص العمل والمساهمة في نمو مجتمعاتهم بما يساعد على الحد من الفقر وعدم المساواة في الدخل. لكن تلك الشركات تواجه حالياً تحديها الأكبر، وذلك لأن جائحة كوفيد-19 ليس مجرد حالة طوارئ صحية عامة، ولكنها أيضاً أزمة اقتصادية تضرب بقوة وبشكل استثنائي الشركات الصغيرة والمتوسطة. وعلى مستوى العالم أعربت 26% من الشركات الصغيرة والمتوسطة أنهم أوقفوا أنشطتهم خلال الفترة من شهر يناير إلى شهر مايو 2020، وفي بعض الدول ارتفعت هذه النسبة إلى 50%.

واليوم، تحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى استئناف تدفقات السيولة وكذلك عملائهم من أجل استعادة أعمالهم وبالتالي القدرة على سداد أجور الموظفين. وذكر التقرير أن نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة قد خفضت قوتها العاملة ضمن استجابتها لتبعات للوباء خلال زمن إجراء المسح الخاص بالدراسة. حيث خفضت (51%) من الشركات في مصر و(50%) في الإمارات و(35%) في المملكة العربية السعودية عدد الموظفين أو العاملين لديها بسبب التبعات التي نتجت عن الوباء. وأظهرت إحصائيات رئيسية أخرى ضمن التقرير أن الشركات في مصر (73%) و دولة الإمارات (81%) والسعودية (64%) أفادت بأن مبيعاتها هذا العام أقل من العام الماضي.

وتؤكد بيانات التقرير على صمود رواد الأعمال في وجه التحديات، وأن الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة المتواجدين على منصة فيسبوك متفائلون بشأن مستقبل أعمالهم، وذلك على الرغم من التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. ووفقاً للتقرير، فإن (52%) من الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر و(61%) في دولة الإمارات و(59%) في المملكة العربية السعودية متفائلون بشأن أعمالهم في مرحلة ما بعد وباء كوفيد.

أما على مستوى العالم، فقد أفادت نحو ثلاثة أرباع (74%) من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أغلقت أعمالها خلال توقيت إجراء المسح الخاص بالدراسة، أنهم يتوقعون إعادة فتح أعمالهم في أعقاب رفع إجراءات احتواء الوباء. وفي البلدان التي تم أخذ العينات منها، وعلى سبيل المثال، كان النشاط الأكثر ذكراً من قبل أصحاب الأعمال في الشركات المغلقة هو العمل على خطط إعادة الفتح. وفي هذا السياق تم تسجيل نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل أو تشارك في أنشطة تجارية مدرة للدخل، مثل مصر (57%) و دولة الإمارات (65%) والمملكة العربية السعودية(65%).

إن تلك الوتيرة المتسارعة والمتلاحقة للمتغيرات التي نتجت عن الوباء، وعدم القدرة على التنبؤ، شجعت الشركات الصغيرة على تبني نهج استباقي بدلاً من نهج رد الفعل، وذلك من أجل استعادة أنشطتها. ووفقاً للدراسة، فإن الطريقة الوحيدة التي ستمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من النجاة من الوباء هي التحول الرقمي. وقد وجد التقرير أن ما لا يقل عن ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة أشارت إلى أنها حققت ما لا يقل عن 25% من مبيعاتها عبر القنوات الرقمية في الثلاثين يوماً الماضية، حيث أفادت؛(35%) مصر و (40%) دولة الإمارات، و(29%) السعودية من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تنشط بأعمالها على فيسبوك أنهم أنجزوا 25% من مبيعاتهم رقمياً خلال الشهر الماضي.
وقال رامز شحادة المدير التنفيذي لشركة فيسبوك بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة من أهم العناصر الحيوية في الاقتصاد العالمي وفهم أيضاً يلعبون دوراً كبيراً في مجتمع فيسبوك. ومنذ الأيام الأولى للوباء اتخذنا خطوات لمساعدتهم على تجاوز هذه العاصفة. ولهذا السبب أطلقنا مؤخراً Facebook Shops لتسهيل عمليات البيع عبر الإنترنت، وأنشأنا "مركز موارد الأعمال" Business Resource Hub، حيث يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة الحصول على التدريب والمشورة والمعلومات، بما في ذلك التوجيه من خبراء الرعاية الصحية. إن مسار التعافي غير مؤكد حتى اللحظة، وفيما تعيد الاقتصادات فتح أنشطتها، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة بحاجة إلى دعم متواصل من الحكومات أو المؤسسات الأخرى للعودة إلى المسار الصحيح، ونأمل أن يساعد هذا التقرير على تحديد المجالات التي يمكن لجهود الدعم أن تحدث فيها أكبر فارق ممكن. إن هذه أوقات صعبة بالنسبة للشركات في جميع أنحاء العالم، ونحن في فيسبوك مصممون على بذل كل ما في وسعنا لمساعدتهم على تجاوز هذا الأمر."

جدير بالذكر، أن أكثر من 160 مليون شركة حول العالم يستخدمون فيسبوك أو انستجرام أو مسنجر أو واتساب كل شهر للوصول إلى العملاء وتنفيذ المبيعات وتحقيق النمو. وعلى مدى الأشهر الستة القادمة، سيتم مسح الشركات الصغيرة والمتوسطة في أكثر من 50 دولة ومنطقة شهرياً فيما يتعلق بأنشطتهم التجارية في ظل وباء كوفيد-19، وذلك بهدف رصد آثار الوباء على أوضاعهم المالية والتحديات التي تواجههم، بالإضافة إلى التعرف على ما يتخذونه من إجراءات للتكيف مع الأزمة. إن الهدف من هذا البحث هو إيصال صوت الشركات الصغيرة والمتوسطة وتقييم الكيفية التي تتغير بها أوضاعهم.

تم نسخ الرابط