تنازلت عن أجرها للوقوف أمام رشدي أباظة.. تعرف علي حكاية السندريلا سعاد حسني والدنجوان
تعتبر السندريلا سعاد حسني من أهم فنانات الزمن الجميل فهي رسمت الإبتسامة على وجوه أجيال مختلفة، وعرفت السندريلا الفن وعشقته منذ نعومة أضفارها، حيث شهدت مسيرتها الفنية نجاح غير مسبوق وكان لها قاعدة جماهيرية كبيرة، وقدمت خلالها ما يقرب من ٨٦ فيلمًا سينمائيًا، و٧ مسلسلات إذاعية وعمل درامي للتليفزيون بمسلسل حكايات هو وهي.
ومن المواقف التي لا تنسي للفنانة سعاد حسني أنها كانت تعشق الفنان رشدي أباظة وتمنت الوقوف أمامه في أي عمل فني، حتى تطلب الأمر أنها تنازلت عن أجرها لع في مقابل التمثيل أمامه لعدم ضياع الفيلم منها.
حيث مر صناع فيلم "أين عقلي" بطولة الدنجوان رشدي أباظة والسندريلا سعاد حسني، بأزمة خلال اختيار الأبطال، وضعت المنتج في موقف لا يحسد عليه، حتى كان الفيلم على المحك وكاد أن تخيب آمالهم لولا تدخل سعاد حسني.
وقع اختيار صناع الفيلم في البداية على سعاد حسني لتقوم بدور البطولة في الفيلم، والتي رشحت لهم رشدي أباظة، ليؤدي دور البطولة أمامها، الأمر الذي لاقى استحسان المخرج عاطف سالم والمنتج عباس حلمي، واتفق ثلاثتهم على ذلك الاختيار الأمثل لدور بطولة الفيلم.
حيث وجد صناع الفيلم أنفسهم في مأزق بسبب أجر الفنان رشدي أباظة الباهظ، والذي قد لا يكون في مقدرة المنتج، ولا يتلاءم مع الميزانية المخصصة للفيلم، لتتدخل السندريلا وتخبرهم بتوليها مهمة إقناع رشدي أباظة بتخفيض أجره قليلا حتى يتلاءم مع الميزانية.
هاتفت سعاد حسني والمخرج عاطف سالم، رشدي أباظة، ودبرا موعدًا للمقابلة ورحب بهما الأخير، والتقوا في جلسة تسامروا خلالها وطال الحديث في كل ما يشغلهم إلا أنهم لم يجدوا طريقًا للفتح سبيل الحديث له لخفض أجره، حتى جاءته مكالمة خيبت آمالهم.
فوجدوا أن تغيرت نبرة صوت رشدي أباظة، وتبدل حديثه ليبدي رفضه من العرض، واستنكاره لطلب تخفيض أجره، وتعجب كيف يريدون منه التنازل عن ألف جنيه من أجره في حين أن المنتج لا يريد التنازل عنها ودفع ألف إضافية إلى بطل الفيلم الذي اختاره بنفسه، واشترط أجره كاملًا وإلا التنازل عن الفيلم.
وكشف المخرج عاطف سالم في لقاء، عن أن تلك المكالمة تبين بعد ذلك أنها كانت من زوجة رشدي أباظة آنذاك، سامية جمال، وبعدما خيب الدنجوان ظنونهم وأفسد عليهم حماسهم للفيلم، لم تترك سعاد حسني الفيلم يضيع، وأشارت عليه بإعطاء أجر رشدي أباظة كاملاً واقتصاص الألف جنيه من أجرها، في سبيل خروج الفيلم.
وتنازلت السندريلا عن ذلك المبلغ لرشدي أباظة، وأكدت على المخرج والمنتج على إخفاء الأمر على رشدي حتى لا يرفض الفيلم مرة أخرى، ورغم إلحاحهما عليها للتراجع عن قرارها، إلا أنها أصرت على تنازلها عن جزء من أجرها لرشدي أباظة، وخرج الفيلم للنور رغم تلك العقبات عام 1974.