خلوة الشيخ.. أسرار لا تعرفها عن الحياة الخاصة لشيخ الأزهر

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر

يحظي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بحب ملايين من الناس في أنحاء العالم نتيجة لجهوده في نشر سماحة الإسلام والاعتدال والتسامح الديني ونشر الفكر الوسطي في ربوع العالم.

ولد الشيخ أحمد الطيب بقرية المراشدة في دشنا بقنا جنوب مصر، من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب وكان والده يحلم أن يصبح ابنه أحمد وشقيقه محمد الأكبر منه، عالمين أزهريين يشار إليهما بالبنان في قريتهما الواقعة بحضن الجبل بصعيد مصر، لكن الابن أثبت نبوغه مبكرا، وتفوق في كافة مراحل التعليم الأزهري حتى التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة، وبعدها واصل تفوقه وحصل على الماجستير والدكتوراه، ثم واصل دراسته في السوربون بفرنسا.

وتولى الطيب مشيخة الأزهر الشريف في 19 مارس 2010. ويُلقب بـ "الإمام الأكبر"، وعمل في عدد من الجامعات، منها: جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الإمارات ، والجامعة الإسلامية العالمية – باكستان.

وتحمل الحياة الخاصة للدكتور أحمد الطيب العديد من الأسرار والمواقف التي لا يعرفها البعض نرصدها في هذا التقرير:

علي الرغم تقلده العديد من المناصب مازال الدكتور أحمد الطيب يقيم في شقته بالقاهرة بمفرده تاركاً الأسرة في مسقط رأسه بالقرية، ويواظب على زيارتها لمدة 3 أيام كل أسبوعين وأحيانا ثلاثة كي لا تنقطع صلته بجذوره وأهل قريته.

يقيم نجلا الشيخ وهما المهندس محمود والابنة زينب بالأقصر، كما يتابع الشيخ بنفسه وبواسطه أبناء العائلة ساحة الطيب بالأقصر وهي ساحة مملوكة للعائلة، يجتمع فيها شيخ الأزهر بأهل قريته وأهالي القرى المجاورة، وتقدم فيها واجبات الضيافة الكاملة، ويمارس فيها الشيخ دوره كمحكم عرفي لحل الخلافات والنزاعات بين العائلات، كما يستقبل فيها ضيوفه من المصريين والعرب والأجانب، ويزوره فيها أحيانا بعض السياح الأجانب المتوافدين على الأقصر.

للشيخ وعائلته ساحة أخرى في القاهرة يمتلكها شقيقه الأكبر الشيخ محمد الطيب وهو شيخ طريقة صوفية وهذه الساحة تتوافر بها كافة مقومات الإقامة والضيافة للراغبين من أبناء القرية والقرى المجاورة، سواء مسلمون أو أقباط أو من أي مكان آخر في زيارة القاهرة وقضاء مصالحهم فيه، وتستقبلهم الساحة وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، كما توجد جمعية خيرية تتولى استضافة الفتيات اليتيمات وتربيتهن والتكفل بنفقاتهن حتى الزواج، واستقبال الحالات المرضية وتوفير العلاج لها، وكل أبناء الطيب يقومون بخدمة الزائرين والمقيمين في الساحة بالأقصر والقاهرة.

هذا بالإضافة إلي أن تلك الجمعية تقوم بمهام أخرى منها سداد ديون الغارمات، وتقديم الخدمات لمن يطلبها، وحل الخلافات والنزاعات.

لشيخ الأزهر مواقف أخرى منها أنه لا يتقاضى راتبا عن منصبه كشيخ للأزهر، ويقول إنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله، كما تنازل عن الكثير من مخصصاته زهدا وتقشفا، وخصص الكثير من المعونات من الأزهر للمتضررين من السيول والنكبات، وبناء المستشفيات، وتعويض ضحايا الإرهاب، وقدم الكثير من رحلات الحج والعمرة لأقارب وذوي الضحايا.

وفي أبريل 2011 بادر الطيب برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها كراتب منذ توليه مسؤولية مشيخة الأزهر الشريف كما طلب العمل بدون أجر دعما للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة بعد ثورة 25 يناير.

يقال إن الرئيس الراحل حسني مبارك اختار الدكتور أحمد الطيب من بين 5 أسماء عرضت عليه لخلافة الإمام الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي في مشيخة الأزهر لسبب آخر بعيدا عن كفاءته وعلمه وهو إجادة الطيب للغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة وقال عنه وقتها مبارك هذا ما نريده في شيخ الأزهر حتى يقدم صورة الأزهر والإسلام للعالم بلغاته المختلفة ويكون منفتحا على الآخر.

وعندما سُئل الطيب في أحدي لقاءاته الصحفية عن سبب تخليه عن دار الإفتاء وتوليه منصب رئيس جامعة الأزهر، رغم أن دار الإفتاء هي الطريق لمشيخة الأزهر رد عليه الدكتور الطيب وقال له إن الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي كان وراء تعيينه رئيسا للجامعة وتخليه عن دار الإفتاء، وقال له طنطاوي إن رئاسة الجامعة هي الطريق له لمشيخة الأزهر، مضيفاً أن الاثنين كان بينهما مودة ومحبة وثقة وتقدير متبادلين.

تم نسخ الرابط