لماذا يحب الصهاينة سيدة الغناء العربي ؟
أثار "افيخاي أدرعي" المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل بعد إعلانه قرار لجنة تسمية الشوارع في حيفا بشأن إطلاق اسم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، على أحد الشوارع بالمنطقة، وذلك عبر تدوينة له عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر.
وكتب افيخاي: "شارع أم كلثوم في حيفا مدينة السحر والتعايش.. قررت لجنة تسمية الشوارع في حيفا، تسمية شارع في المدينة على اسم أم كثلوم تأكيداً على التعايش والحياة المشتركة التي يعيشها المواطنون العرب واليهود في حيفا، فهي المدينة التي لا تعرف العنصرية، في دولة تحفظ المساواة والسلام بين مواطنيها".
ويعود إطلاق بلدية الرملة الإسرائيلية، اسم أم كلثوم على إحدى الشوارع لأن كوكب الشرق سبق وأن دخلت ذلك الشارع والذي كان يحمل إسم "مقاتلي الغيتو" وهم اليهود الذين تمكنوا من النجاة من المحرقة النازية ضدهم، وذلك من خلال إحيائها في ثلاثينيات القرن الماضي حفلات غنائية عدة في القدس ويافا وحيفا وتل أبيب، والشارع بمثابة تفرع صغير لا يتجاوز 20 متراً من الشارع الاستيطاني رقم 20 الذي يخترق أراضي بلدة بين حنينا، ليربط مستوطنات الشمال الشرقي للقدس بشارع "عطروت" المؤدي إلى تل أبيب.
وكشفت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية عن أن مجلس مدينة بلدية الرملة قرر تغيير اسم شارعين بالمدينة ليصبحا "أم كلثوم" و"عبد الوهاب"، حيث تقرر تغيير اسم شارع "مقاتلي الغيتو" ليصبح "شارع أم كثلوم" و"شارع تكاف" إلى "شارع محمد عبد الوهاب".
ويأتي إطلاق إسم الفنانة أم كثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ضمن مشروع واسع النطاق، كجزء من مشروع لتسمية كل الشوراع في المدينة، حيث تم الموافقة العام الماضي على إطلاق حوالي 145 إسماً جديداً على شوارع في القدس الشرقية المحتلة وتحديداً في أحياء، بيت حنينا والعيسوية والثوري والطور وسلوان وصور باهر ورأس العمود وشغفاط.
وقال غاد شمرون المسؤول السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي، خلال مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" بعد نشر كتاب "أم كلثوم والموساد" حول تجنيدها لصالح إسرائيل، ما الدافع وراء تجنيد كوكب الشرق، لم يكن لديها تأثير سياسي، صحيح كانت مطربة محبوبة لدى جمال عبد الناصر، وتحدثت عن الأمة العربية في عهده كل الوقت، إلا أنه كان يحب أناشيدها فقط، هذه القصة لا أساس لها من الصحة.
عاشت كوكب الشرق طوال حياتها في خدمة مصر والقضية العربية، ففي حرب 1948 عملت على زيادة وتكثيف الأغاني الوطنية ضد قوات الاحتلال، والتي طالبت من خلالها إلى الوحدة العربية والتصدي لأعمالهم حتى الخروج من الأراضي العربية.
وأصدرت السلطات اليهودية على أم كلثوم بعد معاداتها للصهيونية قراراً بالحكم بالإعدام، وكان البيان يتم إذاعتها من خلال الإذاعة الإسرائيلية يومياً، كما نشرت جريدة البلاغ، الجماهير العربية حكم الإعدام والذي كان بمثابة صدمة للجميع في 6 يوليو عام 1949، وجاء نص البيان كالتآلي: "منذ ثلاثة أسابيع ومحطة إذاعة إسرائيل تذيع كل يوم نص الحكم الذي أصدرته السلطات الصهيونية ضد كوكب الشرق.. وهذا الحكم يقضي بإعدام ثلاث مطربات عربيات وهم السيدة سليمة باشا والسيدة سهام رفقي وذلك بتهمة إثارة الجماهير الشعبية في البلاد العربية ضد الصهيونية".