وردت قصته في القرآن.. ماذا تعرف عن مسجد قباء؟
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن "مسجد قباء" من أهم الأماكن المقدسة في المدينة المنورة، وهو أول مسجد بني في الإسلام، فقد خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل المدينة مهاجرًا من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضي الله عنهم.
وتابع جمعة عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك : لقد أخبر ربنا في كتابه بأنه مسجد أسس على التقوى من أول يوم، فقال: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ) [التوبة :108] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، وكأنه يأتيه خاصة في يوم السبت، فعن ابن عمر رضي الله عنها قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا، كان عبد الله يفعله) [رواه البخاري]
وأشارالمفتي السابق إلي أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على زيارته والصلاة فيه، فقال : (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة) [رواه ابن ماجة، والبيهقي، والطبراني في الكبير] ويقول صلى الله عليه وسلم : (من خرج حتى يأتي هذا المسجد ـ يعني مسجد قباء ـ فصلى فيه كان كعدل عمرة) [رواه أحمد، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه] .
وأوضح جمعة أن المسلمون اهتموا بمسجد قباء على مر العصور، فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني.
وقال إن الحكام والملوك ظلوا يعتنون به وبتجديده حتى ذلك العهد؛ حيث امتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعل له أربع مآذن عوضًا عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً.
واستطرد: بني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها : 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 متراً، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء انه بلغت مساحة المصلى وحده بمسجد قباء 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة.