تعددت الروايات والمسجد واحد..تعرف علي حكايات جامع « الفكهاني » بشارع المعز
يرتبط بكل أثر تاريخي أسرار وحكايات تتوارثها الاجيال وأحياناً يختلط فيها الحقيقة بالخيال، ومن تلك الأثار "مسجد الأفخر" بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة، كما كان يُطلق عليه قبل أن يتحول اسمه إلى "جامع الفكهاني"، الذي أنشأه الخليفة الظافر بن الأمر بأحكام الله سنة 1148م.
وتعود قصة هذا المسجد لعدة روايات نستعرضها في السطور التالية:
يحكي أنه في سنة 1148 ميلادية كان أحد خدم الخليفة الفاطمى الظافر بالله يقف على سطح أحد البيوت وبالصدفة التفت الى "زريبة" مجاورة فلمح جزار ممسك بخروفين ليذبحهما وبعد ان انتهى من ذبح الأول ترك السكين على الأرض وخرج ليحضر شىء من الشارع هو خرج من هنا والخروف الثاني قرب من السكين ووضعها فى فمه وجرى به الى فتحة البالوعة فرماها هناك.
رجع الجزار لم يجد السكين واخذ يبحث عنه وهنا اسرع الخادم الذى رأى كل ذلك من السطوح الى مولاه الخليفة الظافر وحكى له ماحدث.
الظافر لم يكن حاكم او خليفة عادى لكنه كان مؤمن ان كل شىء يحصل له معنى وفيه رسالة لذلك لما سمع مارواه الخادم اعتبره رسالة شخصية له من ربنا وبسرعة اصدر اوامره بمنع ذبح الخروف الثانى وأمر بهدم الزريبة وان يبنى مكانها جامع تنفيذا للأمر الآلهى
تم بناء الجامع واطلق علىه اسم الظافر ومع مرور عشرات السنين اعتاد كثير من باعة الفواكه ان يقفوا ببضاعتهم امام الجامع وكانت الناس نسيت حكاية "الظافر والخروف" واتعاملوا مع الجامع على انه جامع الفكهانية .
- بمرور الوقت ظهرت حكاية جديدة عن هذا المسجد فقيل انه بناه واحد من اولياء الله الصالحين وانه كان فكهانى وانه هو اللى اتبنى الجامع عشانه واتسمى على اسم الولى ده سيدى الفكهانى.
فى أيام العثمانيين كانت حكاية الفكهانى منتشرة جدا لدرجة ان واحد من امراء المماليك كان اسمه احمد كتخدا الخربوطلى قال ان سيدى الفكهانى زاره فى المنام وانه أمره يجدد الجامع بتاعه وفعلا قرر الخربوطلى انه يهدم الجامع ويبنيه من جديد بطريقة تليق بمقام سيدى الفكهانى ولكن كان فيه مشكلة بسيطة ان الخربوطلى كسب امواله كلها من الحرام من الرشوة والفساد وعشان كده دارعلى الشيوخ يستفتيهم هل يجوز له ترميم الجامع بأموال كسبها من الحرام كلهم افتوه انه لايجوز وان الحل انه يقترض اموال حلال ليبنى بها الجامع
وهو ماتم بالفعل والغريب انه لم يخطر ببال الخربوطلى انه يهجر الحرام لأنه هيرد الأموال اللى اقترضها من مال حرام تانى لكن كان كل همه تنفيذ امر سيدى الفكهانى بأى طريقة.
- رواية أخري
ويقُال أن سبب تسميته بـ "الفكهاني"، أن شخصًا يعمل بائعًا للفاكهة ذهب إلى أحد الصوفيين في الجامع ومعه قنطارًا من الفاكهة،
وطلب منه أن يوزع منها لكل من يطلب وفاء لنذر نذره، وأخذ يفرق من الفاكهة طيلة النهار دون أن تنفذ.
وتذكر أحد الروايات أن الفكهاني جاء يطلب من الصوفي ما تبقي من قنطاره، ووزنه الحانوتي فوجده قنطارًا لم ينقص منه شيء، ووقتها قال له الصوفي إن قمت بتعمير هذا المسجد لن ينقص من مالك درهمًا، ففعل الرجل وقام بتعمير الجامع، ومن يومها عُرف والمسجد أصبح معروفًا باسم "الفكهاني".