ما لا تعرفه عن ”الوزير المتحرش ” الذي أشعل ثورة النساء

مظاهرة
مظاهرة

شاركت مئات الفرنسيات في احتجاج اليوم  في وسط باريس على تعيين جيرالد دارمانين وزيراً للداخلية، فيما يخضع لتحقيق في مزاعم ارتكابه جريمة اغتصاب.

وعُين دارمانين (37 عاماً)، الذي ينفي كل الاتهامات الموجهة له، في منصب وزير الداخلية في تعديل وزاري، الإثنين، وكان يشغل من قبل منصب وزير الميزانية.

وطالبت النساء باستقالته الفورية ولوحّن بلافتات تصف الحكومة بالتفرقة على أساس الجنس ومعاداة المدافعين عن حقوق المرأة.

وجاء هذا الاحتجاج بعد تجمع أصغر خارج مقر وزارة الداخلية الثلاثاء شاركت فيها عشرات السيدات.وقال مصدر قضائي إن قاضيا أسقط الدعوى المرفوعة بحق دارمانين قبل عامين، لكن محكمة استئناف باريس أمرت الشهر الماضي بإعادة فتح التحقيق في مزاعم الاغتصاب بحقه.

وتقول الحكومة إن التحقيق في أمره لا يعد سبباً كافياً لمنع تعيينه.

 جيرالد موسى دارمانان حسب تقارير الصحف الفرنسية  يعتبر الشخصية السياسية اليمينية المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، أصبح عن عمر 37 عامًا أصغر وزير للداخلية في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة 

منصب وزير الداخلية في فرنسا هو من المناصب الأكثر أهمية في الحكومة، والذي قاد عدة شخصيات سياسية في السابق لشغل منصب رئيس الوزراء وحتى رئاسة الجمهورية.   

الوزير الشاب جيرالد دارمانان، 37 عامًا، حصل على ترقية كبيرة في حكومة جون كاستيكس بانتقاله من الحسابات العامة في وزارة الاقتصاد، وتعيينه فيي السادس يوليو  وزيرا للداخلية خلفا للوزير السابق كريستوف كاستانير. منصب هام لا يحظى به في العادة إلا المقربون من رئيس الجمهورية وأصحاب الخبرة، ولم يكن في السيرة الذاتية لدارمانان ما يؤهله لشغل هذا المنصب الحساس سيما أن وزارة الداخلية تشهد مشكلة ثقة بين الإداريين وقوى الأمن كما أن وزير الداخلية سيكون على عاتقه مواجهة الأزمات والاضطرابات الاجتماعية التي ستواكب الإصلاحات الحكومية.

  

"انه شرف كبير، لحفيد مهاجرين مثلي، أن يُعين كوزير للداخلية في بلد جميل كفرنسا " 

هذه أول تغريدة للوزير جيرالد دارمانان بعد اعلان تعيينه في منصب وزارة الداخلية، حيث أعترف الوزير أن مشواره الشخصي والعائلي لم يكن ليسمح له أن يحلم بتبوأ مناصب مرموقة في الجمهورية الفرنسية.  

جيرالد موسى دارمانان باسمه الكامل هو ابن جيرارد مسير مقهى في مدينة فالنسيان، شمال فرنسا، من أصول يهودية مالطية، وأمه كانت عاملة نظافة من أصول جزائرية حيث كان والدها جنديا متطوعا في الجيش الفرنسي. 

جيرالد دارمنان يفتخر بأصوله الأجنبية وبانتمائه للطبقات الاجتماعية الشعبية في شمال فرنسا حيث يقول في احدى مقابلاته الصحفية " أن أهله علموه منذ الصغر، أن أصوله الأجنبية في فرنسا، تفرض عليه ان يشتغل عشر مرات أكثر من بقية الفرنسيين " 

دارمانان بدأ في سن 16 مناضلًا في حزب "التجمع من أجل الجمهورية" الذي أسسه الراحل جاك شيراك بعد خلافه مع الرئيس جيسكار ديستان، وكان في بداياته على خط يميني محافظ يقترب من أفكار أقصى اليمين، لكنه مع الوقت تأثر بأفكار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وأصبح يميل إلى التيار اليميني الليبرالي ولكن بعيدًا عن الجانب البراق من الساركوزية، حيث دافع عن اليمين الاجتماعي الذي ينتمي اليه اغلب الفرنسيين الذين يعيشون في المدن والقرى الصغيرة. في سن الثلاثين أصبح جيرالد دارمانان نائبا عن اليمين المحافظ، وفي العام 2014 فاز بالانتخابات البلدية وأصبح عمدة لمدينة توركوان حيث عرف بجديته وقربه من المواطنين وطريقته المباشرة حتى في انتقاد زملائه من حزب اليمين المحافظ. 

محكمة باريس طلبت في بداية شهر يونيو العودة إلى التحقيقات التي تستهدف الوزير دارمانان بشأن اتهامات بالاعتداء الجنسي والتحرش تعود إلى العام 2009

الوزير استفاد من الإخلاء وعدم المتابعة في العام 2018 بسبب نقص الأدلة، لكن محكمة النقض طلبت إعادة فتح الملف وهذا لم يكن عائقا بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون لتعيينه في وزارة الداخلية

الوزيرة السابقة المكلفة بحقوق السيدات، لورانس روسينيول، اعتبرت أن تعيين دارمانان هو صفعة للنساء الفرنسيات اللواتي يتعرضن للعنف والتحرش الجنسي. 

وزير الداخلية الجديد ستكون مهمته صعبة جدا حيث ترك الوزير السابق عدة ملفات ساخنة، مثل العلاقة بين الوزارة وقوى الأمن، قضية العنصرية وتدخلات الشرطة في الأحياء الشعبية، إضافة لقضايا التطرف، إضافة الى الاضطرابات الاجتماعية والتظاهرات المرتقبة بعد انتهاء الأزمة الصحية وبداية الإصلاحات الحكومية

تم نسخ الرابط