سري وخطير..تفاصيل المخطط الإخواني للسيطرة على فرنسا
أصدرت لجنة تحقيق مكافحة التطرف في مجلس الشيوخ الفرنسي،تقريرا يدق ناقوس الخطر حول تهديدات عناصر الإسلام السياسي في فرنسا، المتمثل في تنظيم الإخوان وفروعه، واقترحت إلى 44 إجرء للحد من تطرف الإسلام السياسي ووسائل مكافحته في فرنسا وانعكاساته على المجتمع الفرنسي.
وأوضح التقرير أن الإسلام السياسي المتطرف متعدد الأشكال المتمثل في تنظيم الإخوان، يتغلغل في جميع جوانب الحياة الاجتماعية ويميل إلى فرض معيار اجتماعي جديد من خلال الاستفادة من الحرية الفردية
ودعت اللجنة إلى فرض الحظر على تنظيم الإخوان على الأراضي الفرنسية، وطالب أعضاء مجلس الشيوخ أعضاء اللجنة بإلزام الجمعيات ذات الطبيعة الدينية بالشفافية في مواردها، ولا سيما تلك القادمة من الخارج. مشددين على أنه يجب على أي جمعية ترغب في الاستفادة من الإعانات من السلطات المحلية أن تتعهد بالتوقيع على ميثاق بما في ذلك احترام قيم الجمهورية
والحديث عن مشروع الإخوان في فرنسا ليس بالجديد ففي عام 2005 تم الكشف عنه في كتاب جاء تحت عنوان "فتح الغرب..المشروع السري للإسلاميين"، الذي أشار إلى أن السلطات السويسرية عثرت في منزل المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين، يوسف ندا على وثيقة جاءت تحت عنوان (نحو إستراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية: منطلقات وعناصر ومستلزمات إجرائية ومهمات).
يكشف المشروع السري، ومنطلقاته الاثنا عشر، الإستراتيجية الإخوانية في أوروبا، التي تعتمد على فكر حسن البنا، وتتبنى دعم الجهاد والحركات المسلحة في العالم الإسلامي.
تحدثت الإستراتيجية، التي كتبها القيادي الإخواني، محمد أكرم، عن أن التكيف الذي قام به الإخوان مع المجتمع الغربي، بمثابة مناورة تكتيكية مصممة لطمأنة الخطاب الديمقراطي، ثم السيطرة
ودعت الوثيقة إلى ضرورة أن يستوعب الإخوان أن عملهم هو نوع من أنواع الجهاد العظيم في إزالة وهدم المدنية أو الحضارة الغربية من داخلها
وقدم أكرم تصورا تفصيليا لخطة عمل الجماعة، قائلا إن "الهدف الإستراتيجي العام لجماعة الإخوان هو إيجاد حركة إسلامية فعالة ومستقرة بقيادة الإخوان، تتبنى قضايا المسلمين محليا وعالميا"، وجاء في الوثيقة منطلقات عدة لتنفيذ هذا المخطط، من بينها وأهمّها المنطلق التاسع الذي يشير إلى البناء المستمر للقوة اللازمة للدعوة الإسلامية، ودعم الحركات الجهادية في العالم الإسلامي بنسب متفاوتة قدر المستطاع، وفي الصفحة الثالثة تتحدث الفقرة "ب" عن مستلزمات إجرائية من المنطلق الأول عن إنشاء مراكز رصد للمعلومات وتجميعها وتخزينها، وضرورة تشغيل كل طاقات العاملين لخدمة الدعوة، وتفريغ العدد الكافي من الدعاة والقياديين، وتفعيل آلية جمع المال، وضبط أوجه صرفه واستثماره للصالح العام
أما في الصفحة 11 فإن الفقرة "ج" بعنوان (مهمات مقترحة)، تتحدث عن عمل جسور اتصالات مع الحركات الجهادية في العالم الإسلامي والأقليات الإسلامية ودعمها في الحدود وبالصورة الممكنة والتعاون المشترك معها.
أي إن مخطط أنشطة الإخوان في أوروبا لم تخرج على النموذج الذي وضعه حسن البنا، الذي يتكون من (الشمول، القدرة على التكيف والمرونة، قابلية التطبيق).
وهناك فئتان من الإخوان في فرنسا، ينتمي للمجموعة الأولى كل أعضاء مختلف فروع الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، التي وجدت في السنوات الخمس الأخيرة، في مختلف البلدان الأوروبية، ويمثلون ما يسمى الرواد، وقد حافظت هذه الفئة على صلات وثيقة بالجماعة الأم في بلد المنشأ، ويقومون الآن بأدوار رفيعة المستوى مثل جمع الأموال، وتنظيم الفعاليات، والضغط على الحكومات، لأهداف دعم قضيتهم في بلدانهم الأم.
الفئة الأخرى من الإخوان في فرنسا يمكن اعتبارها حلقة الوصل بين الإخوان المسلمين الخلص وفروعه الأوروبية، ويمثلها عدد من المنظمات التي تعمل ضد حكومات العرب، تحت شعارات حقوق الإنسان، مثل مؤسسة "قصة رابعة".
وبالتأكيد تقف قطر وراء تحركات كثيرة للإخوان بفرنسا، لأنها تعتبر الجماعة بوابة الدخول لبسط سيطرتها على الجالية المسلمة هناك، ومن ثم على المغرب الكبير، وفق ما جاء في الكتاب الصادر مؤخرا بفرنسا بعنوان "قطر القبيحة الصغيرة.. الصديق الذي يريد بنا شراً" للكاتبين نوكولا بو، وجاك ماي بورجو