”لازالت ذكراهم تملأ زواياها”..حكايات عن بيوت سكنها نجوم الزمن الجميل..ماتوا فتغيرت ملامحها

الموجز

حياة جميلة مليئة بالبهجة عاشها نجوم الزمن الجميل خلف الشاشة، ولكن كل هذا تغير الآن، تغيرت تفاصيل الحياة بشكل كبير فعندما ننظر إلى منازل فناني الزمن الجميل القديمة نجد الجدران شاهدة على حياة مليئة بالحب والجمال، لكن بعدما رحل هؤلاء الفنانيين، وتركوا خلفهم بيوتًا تحمل الأصالة ولازالت ذكراهم تملأ زواياها.

تجد في شارع محمد علي بالعتبة عمارات "العوالم"، حيث ارتبط الشارع بالعوالم لفترة طويلة وعلى بعد خطوات من بداية الشارع تجد عمارتين تحملان اسم "حيفا ويافا"، عاش فيها العوالم والفنانون منذ سنين عدة، أشهرهم "محمد الحلو - لوسي - صابرين"، ومئات العوالم في الخمسينيات من القرن الماضى.

شيد العمارتين رجل فلسطيني، هاجر من فلسطين للقاهرة واستوطن بها، أطلق على العمارتين "حيفا ويافا" لتظل تذكره بوطنه الذي هاجر منه، كل عمارة تتكون من عدة أدوار وكل دور به 8 وحدات سكنية، عبارة عن غرفة وصالة وحمام، أصوات الموسيقى ومزاح العازفين وضحكات أهل الفن كانت تنطلق من العمارتين لكن الآن تغيرت الأحوال والسكان.

تحولت عمارات "العوالم" التى يعود تاريخها لأكثر من قرن من الزمان لمحال بيع الورق وأعمال التغليف والبلاستيك.
وقليل من محلات بيع الآلات الموسيقية، تختفي خلف واجهات وأكشاك بيع الموبايل، حال العمارتين اليوم يرثى لها بعدما تحولت لمقلب للقمامة، ومرتع للحشرات الزاحفة بعد وفاة مالكها الأصلي.

العمارة رقم 4 شارع مظلوم لمالكها الأول الفنان الراحل أنور وجدي، والتى لا تزال تحمل اسمه حتى الآن، فقد بنيت فى أوائل الخمسينيات وسكنها العديد من نجوم الفن، وبيعت لصندوق تأمين ضباط الشرطة في الثاني عشر من ديسمبر عام 1966، وهى تقع فى عشرة طوابق وتضم نحو 81 شقة ولها ستة مناور، ورغم أن تلك العمارة حملت اسم الراحل أنور وجدي، إلا أنه لم يسكن بها قط.


لافتة معدنية تحمل اسم الفنان الراحل "فريد شوقي" معلقة على أحد الشاليهات المتواجدة في القناطر الخيرية، الإهمال والخراب عنوانها، بيوت ريفية بسيطة تحيط بالشاليه الذي يطل على النيل مباشرة، حيث تحول المشهد من المراكب النيلية وامتزاج ضوء الشمس على المياه والنسيم العليل إلى أطفال يقفزون من شرفة الشاليه إلى النهر لإطفاء حر الصيف في النيل، مرتدين الملابس الخفيفة، وكذلك نساء يغسلن الأواني المنزلية وملابسهن، ناهيك عن الحيوانات النافقة على الضفاف والحيوانات الضالة التي ترتع في المكان دون أن تجد من يمنعها، كنز دفين بجواره كنوز أخرى؛ شاليهات لفنانين وملوك جميعها تحول إلى "خرابات" ولو كانت في أي مكان آخر بالعالم لتحولت إلى متاحف فنية عظيمة، تدر دخلًا للدولة باستمرار.

إلا أنه رغم كل شيء ما تزال بنيتهم صامدة ومتماسكة وسط كل هذا الخراب، فجميعها يأخذ شاكلة واحدة، فالرسوم الفرعونية والبناء بالطوب الفرعوني لا يزال يحافظ على جزء من جمال تلك الشاليهات.

أخذت الإيموبيليا شهرتها لأنها تعتبر أضخم عمارة في القاهرة الكبرى، وهي من أملاك عبود باشا، أحد رجال الأعمال في خمسينات القرن الماضي، صممها المهندسان المعماريان "ماكس أدرعي وجاستون روسيو"، وتكلف بناؤها مليون و200 ألف جنيه مصري، وكانت تكاليف الإقامة بها باهظة، حيث تراوح الإيجار حسب مساحة الشقة من ٦ إلى ١٢ جنيهًا.

اللافتة التي تصدرت واجهة العمارة تجعلك متشوقاً لتكتشف المزيد عن هذه العمارة التي سكنها عمالقة زمن الفن الجميل، ستجد أن الشكل الخارجي للعمارة يتمثل في برجين أحدهما بحري ويتكون من 11 طابقا، والآخر قبلي ويرتفع لـ13 طابقا وأرضيات الإيموبيليا تنطق بالجمال، حيث كتبت عليها "إيموبيليا"، وهي الشركة التي قامت بتصميم وبناء العمارة في عام 1940.

إلى جانب نجيب الريحاني، فهناك العديد من الشخصيات البارزة الذين سكنوا بـ"الإيموبيليا" مثل الكاتب الصحفي فكرى أباظة، وإبراهيم عبد الهادي رئيس وزراء مصر، بالإضافة إلى عدد كبير من نجوم الفن ومنهم سليمان نجيب، وليلى مراد، ومحمد فوزي، وهنري بركات،وظلت الإيموبيليا كذلك حتى عام ١٩٦١، عندما تم تأميمها، ليرحل عنها أغلب هؤلاء النجوم.

وللزمن بصمات تركها على المكان، فبعد رحيل هؤلاء العظماء قرر الورثة أن تظل هذه الشقق مغلقة ولا يسكن بها أحد، ويأتون هم لزيارتها والاطمئنان على حالتها من حين لآخر، في حين سيطرت الشركات ومكاتب المحاسبة والمحاماة ومحلات الملابس والمخازن على شقق أخرى داخل العمارة.


في شارع شبرا الرئيسي، وعلى بعد حوالي 200 متر من كنيسة سانت تريزا، يقع شارع خمارويه، وعلى بعد خطوات من بداية هذا الشارع، يقع المنزل رقم 11، حيث ولدت فيه "داليدا"،المنزل كما تركته "داليدا" تجده هناك يحاول جاهدا الصمود أمام الزمن.

وتجد أن وعمارة "ليبون" الشهيرة كما هي رغم رحيل كلا من "فاتن حمامة - فريد ومحرم فؤاد ورشدي اباظة"، لكن فيلا أم كلثوم أصبحت فندقا ومولا تخترق أضواؤه سكون الليل الذي عشقه "حليم"، كان الزمالك ولا يزال حي "الصفوة"، فهذا الحي كان يعيش على أصوات الست والعندليب، لكنه تغير كليًا الآن.

تم نسخ الرابط