أوقع سيدة الشاشة في غرامه من أول مشهد وقاطع صديق عمره أحمد رمزي بسببها..حكايات من حياة ”لورانس العرب” عمر الشريف
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان العالمي عمر الشريف، والذى كان يعد السفير الأهم للسينما المصرية فى السينما العالمية، وقد رحل عن عالمنا يوم 10 يوليو 2015 إثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناهز 83 عاما.
بدأ عمر الشريف حياته الفنية بالصدفة البحتة في فيلم "صراع في الوادي"، فلعب القدر دوره ليكون هو بطل الفيلم، حيث قام المخرج يوسف شاهين بترشيح الفنان شكري سرحان للدور، ولكن اعترضت الفنانة فاتن حمامة على هذا الترشيح لأنها قدمت مع سرحان عدة أفلام من قبل و هي لا تريد تكرار نفسها.
ثم جاء الترشيح الثاني و هو الفنان يحيي شاهين والذي اعترضت عليه كذلك سيدة الشاشة العربية لنفس السبب لدرجة أن كاتب الفيلم ومنتجه اقترحوا على يوسف شاهين فكرة تغيير فاتن حمامة نفسها ولكنه رفض ذلك بشدة لإيمانه الشديد بأنه لا توجد ممثلة يمكنها تأدية هذا الدور مثلها، وبعد تفكير طويل توصل المخرج إلى فكرة ترشيح وجه جديد، ووقع اختياره على ميشيل شلهوب الشهير "بعمر الشريف" صديقه و زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، والذي وافقت عليه سيدة الشاشة العربية فور رؤيتها له، ووقعت في غرامه من النظرة الأولى.
كما حدث شيئاً غريباً أثناء تصوير الفيلم يُعد من دلائل حبها الحقيقي لبطل الفيلم، حيث كانت فاتن حمامة مشهورة برفضها أي مشهد أولقطة لقبلة في أي فيلم ولكن سيناريو فيلم "صراع في الوادي" كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت النجمة على اللقطة مما أكد إعجابها الشديد بعمر الشريف وحبها له.
بعد الفيلم مباشرة أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما لسنوات عديدة و كان حفل زفافهما الذي تم عرضه فيما بعد في فيلم" سيدة القصر"، وقدم معها مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية منهم "لا أنام، نهر الحب، وصراع في الميناء، وأيامنا الحلوة".
في عام 1974 انفصل عن فاتن حمامة لأنها كانت شديدة الغيرة عليه، كما أنه كان يسافر كثيراً لتصوير أفلامه العالمية ويتركها وحيدة، وكل زوجة تفضل أن يظل زوجها قريب منها، خاصة إذا كانت تعشقه لهذه الدرجة على حد تعبيرها عند سؤالها في واحد من حواراتها الصحفية.
جمعت بين أحمد رمزي وعمر الشريف صداقة قوية منذ أن كانا معاً بنفس المدرسة الثانوية، وعندما دخل الشريف مجال الفن والسينما عن طريق صديقهم الثالث المخرج يوسف شاهين، قام عمر بترشيح رمزي لمشاركته في بطولة فيلم "أيامنا الحلوة".
و نجح رمزي نجاحاً كبيرًا بعد ذلك وتعاهد الصديقين ألا يقدم أحدهم فيلماً دون مشاركة الآخر، وتوطدت العلاقة بينهم كثيراً بعد ذلك لدرجة أن الجميع كان يصف صداقتهم بالحالة النادرة التي لا تتكرر، كما أن أحمد رمزي هو من قام بتشجيع الشريف على العمل في هوليوود، موضحاً أن مخرج فيلم "لورانس العرب" اختار عمر للدور، وتردد لأنه كان متزوجاً حديثاً من فاتن حمامة، لكن رمزي أقنعه بالخروج من مصر، والبحث عن فرصة جديدة في أرض جديدة.
ثم جاء بعد ذلك فيلم "صراع في الميناء"، وقام عمر الشريف بترشيح أحمد رمزي لمشاركته البطولة بعد أن تم ترشيح ممثلاً آخر، ووافق المخرج على طلب عمر الشريف، ولكن أثناء تصوير الفيلم أطلق مساعد المخرج كذباً أن أحمد رمزي يغازل فاتن حمامة و يعاكسها، ما أشعل الغيرة في قلب عمر الشريف واستغل مشهداً في الفيلم كان يقوم فيه بضرب أحمد رمزي، وحوله لحقيقة ليخرج غضبه، حيث ظل عمر يضربه بقوة حتى سقط في مياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل، ما أصابه بحساسية وحروق شديدة، واندهش الجميع من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامة وترك موقع التصوير بعد انتهاء المشهد مباشرة دون الاهتمام بما حدث لصديقه جراء ضربه له.
ودامت القطيعة بين الصديقين بعد هذا الموقف لمدة 8 سنوات كان يرفض فيها الشريف العمل مع أحمد رمزي تماماً، حيث تم ترشيح أحمد رمزي للمشاركة معه في بطولة فيلم "إحنا التلامذة"، و لكن رفض الشريف ترشيحه بشدة و رشح يوسف فخر الدين للدور بدلاً منه، و كان له ما أراد.
إلى أن ظهرت الحقيقة بعد 8 سنوات من القطيعة و تقابل الصديقين في عيد ميلاد ابنة صلاح ذو الفقار فتصافحا وسامحه أحمد رمزي سريعاً، و لكن ظل عمر الشريف يشعر بالأسف تجاه صديقه لظنه السيء فيه، واعتذر له عن طريق تنازله عن بطولة فيلم "حكاية العمر كله" لصديق عمره أحمد رمزي أمام زوجته تأكيداً على ثقته اللامتناهية فيه.
كما وافق رمزي على مشاركة عمر الشريف في بطولة مسلسل "حنان وحنين"، رغم قراره بالابتعاد أعواماً طويلة عن الفن من أجل عيون عمر الشريف، وفق حديثه، ومن جانبه أراد عمر الشريف مشاركة أحمد رمزي في المسلسل لرغبته في حصوله على أجر كبير، لأنه كان يشعر بأن العمل سيكون الأخير في حياة رمزي، ما جعله يدفع من جيبه الخاص 150 ألف جنيها إضافية على أجر رمزي في المسلسل لمساعدته دون أن يعرف، وكانت المفارقة أن يكون أول عمل و أخر عمل في حياة أحمد رمزي مع صديقه عمر الشريف.
لم يعلم عمرالشريف بوفاة رمزي إلا بعد يومين، حيث كان وقتها في فرنسا، ونقل إليه ابنه طارق الخبر، و قال الشريف إنه لن يعود مرة أخرى إلى مصر بعد وفاة أحمد رمزي، لأنه لم يعد هناك شيء يعود من أجله، و قال عنه “كان حتة مني، هو صديق العمر الأكثر وفاءً وإخلاصًا، ورحيله قضم ظهري”، حيث ظلا اصدقاء لأكثر من 60 عام.