إليسو.. معلومات لا تعرفها عن «سد النهضة» التركى

سد إليسو
سد إليسو

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استفزازاته ضد الدول العربية ليختار هذه المرة العراق، حيث ستبدأ تركيا فى تشغيل أول توربين في "سد إليسو" على نهر دجلة، جنوب شرقي تركيا، على الحدود مع العراق.

ويعد سد إليسو من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، بطول 1820 مترًا وارتفاع 135 مترا وعرض كيلومترين، وتقدر مساحة حوضه بـ300 كيلومتر مربع.

ويستوعب سد إليسو في حالة امتلائه كليا بالمياه ما يقرب من 20.93 بليون متر مكعب، وسيولد 1200 ميغاوات من الكهرباء، ليصبح رابع أكبر سد في تركيا من حيث الطاقة الإنتاجية الأمر الذي يُهدد بغداد بعد أن شرد المشروع آلاف الأتراك.

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد تسبب السد، الذي قررت الحكومة التركية إنشاؤه في عام 1997 من أجل توليد الكهرباء، في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية.

ويعد نهر دجلة، إلى جانب نهر الفرات، شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما.

وكان " أردوغان" قد أعلن عن أن أنقرة ستبدأ تشغيل واحد من ستة توربينات لسد إليسو، خلال هذه الأيام، الأمر الذي سيقلل كمية المياه التي تصل للعراق من نهر دجلة.

ويعاني العراق، منذ سنوات، من انخفاض منسوب مياه نهري دجلة والفرات، من جراء قلة تساقط الأمطار في فصل الشتاء.

ومنذ عام 2017، أدى نقص المياه في العراق إلى اتخاذ إجراءات مثل حظر زراعة الأرز، ودفع مزارعين إلى هجر أراضيهم، كما شهدت مدينة البصرة احتجاجات استمرت شهورا بسبب عدم توفر مياه صالحة للشرب.

وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد مهدي قال إن سد إليسو التركي سيكون له تأثير سلبي كبير على نهر دجلة بعد اكتمال عملية الملء خلال المواسم المقبلة.

وأوضح مهدي أن سد إليسو لن يكون له تأثير خلال الوقت الحالي لوجود خزان مائي كبير من المياه.

ولوح‏ العراق باللجوء الى مجلس الأمن الدولي لشكوى تركيا لتأمين حصته المائية بعد تدشينها سد إليسو العملاق على نهر دجلة.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا مثيرًا يتناول قرية "حسن كيفا" التاريخية الواقعة على امتداد نهر دجلة في محافظة بطمان، والتي يمتد تاريخها إلى 10 ألف سنة وتغمرها المياه الآن بسبب سد “إيليسو” المشروع القومي للرئيس أردوغان.

وتحت عنوان "إغراق كنز تاريخي من أجل الرفاهية"، ذكرت الصحيفة في تقرير فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريراً عن "سد إليسو" الذي بنته الحكومة التركية على نهر دجلة والذي يغمر مناطق واسعة في الأراضي التركية عند اكتمال بحيرة السد، كما تعتبر مدينة "حسن كيف" التاريخية، من أهم المناطق التي غمرها السد.

وجاء في التقرير، أن مياه السد غمرت وادي أثري، وشردت 70 ألف شخص من سكان المنطقة، فيما وصفت الصحيفة المتضررين بأنهم "ضحايا طموح أردوغان للتغيير".

كما كشفت المعلومات أيضاً أن العديد من علماء الآثار وعلماء البيئة كانوا محبطين لتدمير الوادي الأثري، وأن جهود هؤلاء لإنقاذ المدينة التاريخية قد دمرت أمام استبداد أردوغان المتزايد، وفقاً للصحيفة.

فيما بلغت قيمة إنشاء سد إليسو الذي يبعد 65 كيلومتراً عن الحدود العراقية، 1.6 مليار دولار، ويشكل واحداً من 22 سداً تقع على طول الحدود مع العراق في ولايتي شرناق وماردين التركيتين ضمن مشروع تنمية جنوب شرقي الأناضول بهدف التحكم في الفيضان وتخزين المياه. وهو سد ميولي صخري بارتفاع 135م وعرض 1.820م وحجم 43.900.000 م³، عرض السد 15م عند القمة، وعرضه 610م عند القاعدة.

وتزعم تركيا بأن نهري دجلة والفرات هما أنهار وطنية داخلية وليست دولية، وترى أن لها الحق في إقامة السدود حسب ما تقتضيه مصالحها الوطنية، وعلى هذا الأساس تبلورت في تركيا مشاريع مقايضة النفط مقابل المياه.

ويعود أصل هذا الاعتقاد إلى دعوة الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال (الرئيس الثامن لتركيا 1989 – 1993 ورئيس الوزراء 1983 – 1989) عندما أعلن حق تركيا في السيادة على مواردها المائية، وألا يكون بناء السدود التي تنوي بالفعل إقامتها على نهر دجلة سببا في إثارة أزمة دولية، بل عدَّ أوزال نهري دجلة والفرات نهرين وطنيين داخليين وليسا نهرين دوليين.

إلى ذلك، يرى علماء الآثار أن بحيرة السد ستزيل مدينة حسن كيف، وهي واحدة من أهم المدن التاريخية التركية وإحدى أقدم المدن في العالم، كما سيتسبب المشروع في إجبار أكثر من 55 ألف شخص على مغادرة منازلهم.

تم نسخ الرابط