سيريل رامافوزا..المناضل الذي أنقذ مفاوضات سد النهضة من الإنهيار
منذ أيام تم استئناف مفاوضات سد النهضة بعد أن ظن الجميع أنها وصلت لطريق مسدود،لاسيما بعد أن لجأت مصر إلى مجلس الأمن وأعلنت أثيوبيا أنها ستبدأ عملية ملء السد، لكن تدخل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ،ساهم في العودة للمفاوضات مجددا
وبدأ دور رامافوزا في مفاوضات السد حينما دعا الأطراف من خلال التواصل معهم بشكل مباشر للعودة للمفاوضات بوساطته، واشترطت مصر وجود المراقبين الدوليين لضمان التوصل لاتفاق عادل
وبعد الاجتماع الأول في المفاوضات بوساطة الاتحاد الأفريقي ، تم الإعلان عن ان المؤسسة الأفريقية قد التزمت بالتوصل لحل متوافق عليه في الإطار الأفريقي واستنادا على إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بين السودان ومصر وإثيوبيا .
وأعرب رامافوزا عن أمله في أن تتوصل المفاوضات التي يتوسط فيها الاتحاد الأفريقي لحل مقبول يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة .
وبالفعل أثبتت أربعة أيام من المفاوضات أن وساطة رامافوزا قد تؤتي بثمارها ،حيث أعلنت مصر عن إحراز بعض التقدم وإن كان هناك بعض النقاط التي اختلف عليها أطراف التفاوض
سيريل رامافوزا، مناضل سياسي مخضرم في صفوف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولد في ضاحية سويتو السوداء على تخوم جوهانسبرج، يوم 17 نوفمبر 1952.
وكان عبر مسيرته النضالية الطويلة ناشطًا مناهضاً لنظام الفصل العنصري، وزعيماً نقابياً، ورجل أعمال، وشيوعياً جزئياً، ثم اختير نائباً لرئيس جنوب أفريقيا من عام 2014 إلى عام 2018.
أطلق عليه لقب المفاوض الماهر والخبير الاستراتيجي الذي شغل منصب كبير مفاوضي المؤتمر الوطني الأفريقي أثناء انتقال جنوب أفريقيا إلى الديمقراطية. كذلك تولى منصب أمين عام «المؤتمر الوطني الأفريقي» بين 1991 وأواخر 1997.
بنى رامافوزا أكبر وأقوى نقابة عمال في البلاد، ولعب دوراً حاسماً إبان المفاوضات للتوصل إلى نهاية سلمية للفصل العنصري وتوجيه البلاد نحو أول انتخابات ديمقراطية كاملة في أبريل (نيسان) 1994.
معروف بوصفه رجل أعمال، وقدّرت ثروته الصافية بـ550 مليون دولار عام 2018. وعلى الرغم من أوراق اعتماده باعتباره مؤيداً مهماً للانتقال السلمي لبلاده إلى الديمقراطية، فإنه تعرّض لانتقادات بسبب أدائه لمصالحه التجارية، على الرغم من أنه لم يوجّه إليه أي اتهام على الإطلاق في هذا المجال.
كان رامافوزا عد في المرحلة السابقة لإنجاز الانتصار على العنصرية أحد «الثلاثي الشاب» اللامع مع كريس هاني وثابو مبيكي. لكن هاني اغتيل، ومع أن رامافوزا كان خيار نيلسون مانديلا لرئاسة البلاد مستقبلاً، فإنه خسر السباق الرئاسي عام 1997 أمام مبيكي منافسه الأبرز من جيل الشباب، وهو ما دفعه لترك مناصبه الرسمية والتفرغ لعمله الخاص.
منذ توليه رئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي في ديسمبر 2017، سعى رامافوزا للتخلص بأسرع ما يمكن من رئيس البلاد جاكوب زوما المرتبط اسمه بعدة فضائح فساد. ونجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة في جنوب أفريقيا بعدما اختاره البرلمان في جلسة استثنائية يوم 15 فبراير 2018، خلفاً لزوما، الذي استقال من منصبه بعد تسع سنوات من الحكم.