تعرف علي قصة الحب التي انتهت بالزهرة المقدسة عند الفراعنة
تعتبر زهرة اللوتس من أهم الرموز المصرية القديمة، بل وأشهرها عل الإطلاق، ومازال المصريون يرددونه الأن كرمز مصري فرعوني أصيل.
"قصة زهرة اللوتس"
تروي أحد البرديات المصرية القديمة قصة زهرة اللوتس وهي قصة حب لم تكتمل ولكنها ظلت خالدة.
بين فتاة تسمى لوتس كانت الأجمل والأكثر سحرا بين الفتيات وفتى يسمى كبتاح كان الأشجع والأكثر قوة بين الفتيان أحبت لوتس كبتاح بجنون وأحبها هو أكثر مما أحب الحياة.
كان كبتاح أمير البلاد وكانت لوتس ابنة طبيب فرعون وكانا يلتقيان جميع أيام السنة في أيام الشتاء حين تسطع الشمس فتشع الدفء في الأرض وفي ليالي الصيف حين يظهر القمر فينشر السحر بين البشر أما مكان اللقاء فكان على شاطئ النهر العظيم " حابي " الذي يفيض خيرا على الأرض.
تواعد كبتاح ولوتس على الزواج بعد أن يصبح ملكا فتكون هي ملكته لكن في العالم السفلي حيث العتمة والظلام أهاج هذا الحديث في نفس ست إله الشر أحاسيس الحقد والغيرة فهرع إلى سخمت إله الحرب وروى له ما سمعه من حديث بين لوتس وكبتاح فقالت سخمت " لو أنهما تزوجا بالفعل لأنجبا في الدنيا ذرية أجمل وأقوى من الآلهة جميعا " وسمع حديثهما سوبك التمساح إله الأنهار والبحيرات فخرج من باطن النهر وفتح فكه الكبير صائحا " هذا ما لا ينبغي أن يكون" فقرروا الخلاص من ذلك الخطر الذي يتهدد الآلهة.
"مكيدة الألهة"
وعند الفجر تخلت سخمت عن هيئتها وتقمصت شكل شقيقتها الخيرة حتحور وذهبت إلى لوتس في فراشها فأيقظتها على اشتياق عارم لكبتاح الذي تركته منذ سويعات كما تقمص ست شكل أخيه أوزيريس وأيقظ كبتاح من نومه على رغبه جامحة للقاء لوتس.
هرعت لوتس قبل بزوغ الفجر إلى النهر في نفس المكان الذي اعتادت فيه لقاء حبيبها ومع مطلع الصباح انعكس ضوء النهار على صفحة الماء فأصبحت كالمرآة وبينما تنظر لوتس إلى الماء رأت سوبك التمساح وقد اتخذ شكل حبيبها ومد ذراعيه إليها مناديا فقذفت لوتس نفسها إليه بلا تفكير فابتلعتها مياه النهر على الفور وما هي إلا ثوان معدودة حتى وصل كبتاح إلى مكان اللقاء وبحث عن لوتس يمينا ويسارا فلم يجدها وعندما نظر في الماء وجد وجه حبيبته تحت الماء فصرخ صرخة مدوية وبكى بكاء شديدا لفراقها.
أما طائر أبو منجل المقدس رمز الحكمة قال له " حين تصير ملكا ستمنح لوتس الخلود وستصبح حبيبتك أشهر الجميلات " لكن ذلك لم ينتقص من حزن كبتاح الذي ظلت دموعه تنساب على حافة النهر بلا انقطاع وبعد انقضاء النهار كانت قد نمت في المكان الذي تساقطت فيه دموع الأمير زهرة رقيقة لم يرى أحد لجمالها مثيل فأسماها الأمير زهرة اللوتس وحين توج ملكا بعد ذلك أمر بأن تصبح اللوتس هي الزهرة المقدسة فازدانت بها حوائط القصور وأقيمت على هيئتها أعمدة المعابد.