” جيل Z ” يحكم تركيا.. 13 مليون شاب يعلنون خطة عزل أردوغان

أردوغان
أردوغان

تحول جيل الألفية في تركيا والمعروف باسم «جيل z» لظاهرة يحاصرها الاهتمام، بعد أن صدموا الرئيس رجب طيب أردوغان عندما قالوا له، خلال لقاء مباشر عبر الفيديو، "إنهم لن يصوتوا له في الانتخابات المقبلة".

وكانت الرئاسة التركية قد نظمت لقاء لأردوغان مع مجموعة من الشباب، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، ليجيب عن أسئلة الشباب حول البطالة، وغيرها من القضايا المهمة بالنسبة لهم.

وفوجئ المنظمون بكم هائل من التعليقات الغاضبة التي وصلت إلى 342 ألف تعليق، يتوعد فيها الشباب أردوغان بالفشل في الانتخابات المقبلة، قبل أن ينتبه القائمون على البث، ويغلقوا خاصية "التعليق".

وتبين أن عدد الرافضين يفوق بأضعاف عدد المعجبين به.

كما تزايدت التعليقات التي عبرت عن رفضها له، والتي تتوعد بعدم بقائه في السلطة بعد ذلك، من قبيل: "ليس هناك تصويت لك مرة أخرى"، و"سنتقابل في صناديق الاقتراع"، بعد أن تمنى أردوغان للشباب مستقبلاً باهراً ومزيداً من النجاح والطموحات، لكن تزايد التعليقات الرافضة دفعت القائمين على البث لإغلاق خاصية التعليق، ليسير الحوار من طرف واحد مع الشباب المختارين للمشاركة، ويتم إنهاء البث.

واتهم حزب أردوغان حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن بشن هجوم إلكتروني عليه.

شبكة دويتشه فيله الإعلامية أوضحت فى تقرير للكاتبين سينيم أوزديمير ودانييل ديريا بيلوت أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يسعى لكسب ملايين الشباب الأتراك إلى صفه، لكن هؤلاء الشباب يثورون ويرفضون ذلك.

وقال التقرير إن مصطلح "Generation Z – جيل الألفية" حاليًا على طرف كل لسان في العموم التركي. والأمر يتعلّق بالشباب الأتراك الذين وُلدوا في الغالب بعد مطلع الألفية. فهو جيل لا يعرف تركيا من دون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن دون الحزب الحاكم، العدالة والتنمية.

وأضاف التقرير أن هذا الجيل يُحب المرح في وسائل التواصل الاجتماعي ونشأ مع وجود هاتف ذكي في متناول اليد.

وأشارت دويتشه فيله إلى أن هناك واقعة غريبة وضعت الفئة العمرية في مركز الاهتمام، حيث كان خريجو المدارس يستعدون لإجراء امتحان "YKS" النهائي للمرحلة الثانوية في تركيا، والذي يخوّل الطلبة الالتحاق بالجامعات التركية على الصعيد الوطني، والذي كان من المُقرّر إجراؤه في أواخر شهر يوليو. لكن تم تقديم الامتحان الذي يتسّم بأهمية وجودية لكثير من الشباب بشكلٍ مُفاجئ إلى 27 و28 من شهر يونيو.

وأوصلَ الشباب للرئيس التركي استياءهم بطريقتهم الخاصة: عندما خاطب أردوغان الناخبين الشباب الواعدين في بثٍ مباشر على YouTube قبل يوم واحد من الاختبار المركزي في "لقاء مع الشباب"، لم يقم العديد من المشاركين من كتم غضبهم.

والجيل Z هو الفئة العمرية التي وُلدت بين عامي 1995 و2010، وهو جيل يُقدّر أنه يضُم ما يقرب من 13 مليون شاب. ويمكنهم لعب دورٍ حاسمٍ في الانتخابات المقبلة. وسيتمكّن العديد منهم قريبًا من التصويت لأول مرة وفي نفس الوقت يُمثّلون إمكانية الصوت التي يصعب فهمها.

وقامت دراسة واسعة النطاق أجراها معهد Gezici Araştir Merkezi بتسليط الضوء على الجيل Z في اثني عشر مقاطعة تركية - وكان الهدف من الدراسة في المقام الأول هو تقديم رؤى حول معتقداتهم الدينية ونظرتهم للعالم وخياراتهم المفضلة.

ويتوقع رئيس المعهد مراد جيزيتشي بأن "هذا الجيل سيكون اللاعب الرئيسي في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2023". إذْ سوف يُشكّل الشباب 12% من إجمالي الأصوات وسيطرحون قضاياهم في الانتخابات المتمحورة بشكلٍ أساسي حول "العدالة" و"الدخل".

ويصف الباحث جيزيتشي هؤلاء الشباب بأنهم "أكثر صداقة للبيئة ورأفة وحساسية وانعكاسية" من الأجيال الأكبر سنًا. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن 55% من جيل الألفية لديهم تأثير على سلوك تصويت والديهم. وليس العكس: "87.5% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أن والديهم لا يمكنهم التأثير على تفضيلاتهم"، ويقول رئيس المعهد: "يبدو أنهم لا يفكرون كثيرًا في القيم التقليدية".

 

 

تم نسخ الرابط