صفعات ماكرون على وجه الديكتاتور..ليبيا تشعل الخلاف بين باريس وأنقرة

ماركون وأردوغان
ماركون وأردوغان

في الأيام الأخيرة عارض الرئيس الفرنسي بقوة التدخل التركي في الشئون الليبية، ومحاولة رجب طيب أردوغان الاستيلاء على ثروات الدولة العربية الغنية بالنفط، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين الجانبين، ما دفع الرئيس الفرنسي لاتخاذ عدد من المواقف على المستوى السياسي والدبلومسي شكلت صفعة على وجه الديكتاتور التركي ، وقد تؤثر على موقفه أمام الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وفي خطوة جريئة قرر ماكرون الانسحاب مؤقتاً من عملية للأمن البحري لحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط حتى يتم تصحيح الوضع،وفقا لبيان وزارة الدفاع الفرنسية.

وقالت الوزارة الفرنسية إنه من غير المعقول لها أن تبقي على سفنها ضمن العملية التي تشمل مهامها التأكد من عدم خرق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا مع حلفاء لا يحترمون الحظر، وهو ما اعتبر إشارة واضحة إلى تركيا التي تتهمها فرنسا بخرق هذا الحظر المفروض من الأمم المتحدة منذ أعوام.

وتشترط فرنسا تحقيق أربعة مطالب بينها أن يؤكد الحلفاء رسميا على تمسكهم والتزامهم باحترام الحظرعلى الأسلحة في ليبيا. كما تريد وضع آلية أكثر دقة لفض النزاعات داخل الحلف الأطلسي.

وكانت العلاقات بين الزعيمين قد شهدت توترا بعد إصرار أدوغان على التنقيب في شرق المتوسط،وكذلك عبر ماكرون مرارا عن رفضه التام للعملية التركية العسكرية شمال سوريا،لكن الحادثة التي أشعلت الخلاف وقعت حينما ذهبت الفرقاطة الفرنسية كوربيه في العاشر من الشهر الماضي لتفتيش سفينة شحن تركية ترفع علم تنزانيا للتحقق مما إذا كانت تقوم بتهريب أسلحة إلى ليبيا.

وفي السابع عشر من يونيوخلال اجتماع لوزراء الدفاع في حلف الناتو، اتهمت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي تركيا باستهداف فرقاطتها أثناء قيامها بعملية التفتيش، وهو الأمر الذي نفته أنقرة بدورها قائلة على لسان مسئول في وزارة الدفاع التركية إن الزعم الفرنسي "ليس له أساس" وغير مدعوم بأي أدلة ملموسة.

وعلى إثر هذه الحادثة طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو باعتذار فرنسا على هذا الاتهام ، وسرعان ما ردت فرنسا باستدعاء السفير التركي لتفنيد مزاعم غير دقيقة من قبل المسئولين في بلاده

وكانت فرنسا قد صعدت موقفها تجاه التدخلات التركية في ليبيا منذ مطلع يونيو واصفة إياها بـ"غير المقبولة"، في حين أدان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الدعم العسكري المتزايد لتركيا لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، والتي تمكنت بفضل الدعم التركي هذا من استعادة السيطرة على مدينة طرابلس وضواحيها بالكامل، بل والتوجه نحو مدينة سرت شمال وسط البلاد بنية انتزاعها من قوات شرق ليبيا بزعامة القائد العسكري خليفة حفتر.

وفي المقابل اتهمت تركيا فرنسا بدعم خليفة حفتر ،مدعية أن هذا الأمر يهدد استقرار ليبيا

تصعيد اللهجة الفرنسية تواصل على لسان الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي اتهم تركيا بتوريد الجهاديين من سورية إلى ليبيا بكثافة، قائلاً إنها تتحمل مسئولية تاريخية وإجرامية عما يحدث في هذا البلد، وهو ما قوبل برد من وزير الخارجية التركي الذي قال إن فرنسا تلعب دوراً تدميريا في ليبيا.

انتقادات ماكرون الأخيرة جاءت بعد حوالي أسبوع من تصريحات مشابهة أطلقها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي قيس سعيد، في العاصمة باريس، وقال فيها إن تركيا تمارس في ليبيا لعبة خطرة لا يمكن التسامح معها، وأن تدخلها في ليبيا يشكل تهديداً مباشراً لأوروبا والمنطقة.

تم نسخ الرابط