مقترح باستخدام قوة عسكرية أوروبية لفرض الهدنة
أعرب رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إشينجر، عن اعتقاده أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يُهدّد باستخدام الوسائل العسكرية في ليبيا إذا لزم الأمر.
وقال إشينجر في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الاثنين: "باستطاعة أوروبا فرض ثقلها العسكري للتوصل إلى هدنة... من لا يستطيع التهديد باستخدام الوسائل العسكرية في نزاعات دولية، فإن دبلوماسيته ستظل في الغالب مجرد كلام".
وفي إشارة إلى بدء ألمانيا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو المقبل، ذكر إشينجر أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تعلم "لغة القوة"، حتى يتمكن من تمثيل مصالحه في الخارج بصورة أفضل، وقال "هذا يشترط أن تتعلم ألمانيا أيضا لغة القوة".
وذكر الخبير الأمني أنه على الرغم من إعداد الحكومة الألمانية على نحو حثيث لمؤتمر ليبيا الدولي في برلين في يناير الماضي، "فإن النتائج حتى الآن صفر تقريبا للأسف"، مضيفا أن القوى الفاعلة في النزاع، مثل روسيا وتركيا ومصر، تجاهلت مناشدة ألمانيا وشركائها، لأن ما يهمها هو "من لديه السلطة العسكرية".
يُذكر أن حربا أهلية اندلعت في ليبيا عقب الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. وتقاتل العديد من المليشيات من أجل الحصول على السلطة والنفوذ في ليبيا. وتسيطر حكومة طرابلس على جزء صغير من البلاد. وباءت كافة محاولات التوسط في النزاع حتى الآن بالفشل، من بينها أيضا مؤتمر ليبيا الذي انعقد في برلين مطلع هذا العام.
من جهة أخرى، تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الإثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يكون الملف الليبي حاضرا بقوة في مباحثات الدولتين.
ولا تخفي ميركل أيضا بأنها تريد أن ترى أوروبا تتحمل "مسئوليات أكبر" على المستوى العالمي لمواجهة الصين وأميركا.
وصعّدت باريس موقفها مؤخراً تجاه التدخلات التركية في ليبيا، واصفة إيّاها بـِ "غير المقبولة" ومؤكدةً أنّ "فرنسا لا يُمكنها السماح بذلك".
ونددت الحكومة الفرنسية بسلوك "عدواني للغاية" من جانب تركيا، العضو في حلف الأطلسي، ضدّ فرقاطة فرنسية تقوم بمهمة للحلف في البحر المتوسط خلال محاولة التدقيق في سفينة شحن يُشتبه بنقلها أسلحة إلى ليبيا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية مساء يوم الأحد أن وزير الشئون الخارجية نيكوس ديندياس سوف يقوم بزيارة إلى تونس يوم الإثنين، يستقبله خلالها الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الوزراء الياس الفخفاخ ووزير الخارجية نور الدين الري.
وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن مباحثات ديندياس في تونس سوف تتركز على القضايا الثانية والإقليمية، مع التأكيد على التطورات في ليبيا ومنطقة شرق البحر المتوسط، والقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وعلاقات تونس بالاتحاد الأوروبي.
وفي ختام الزيارة سيتم التوقيع على اتفاقية نقل بحري بين البلدين، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليونانية