رحلة عبر الزمن..تعرف على قصة أول عرض سينمائى فى تاريخ مصر

الموجز

هل تخيلت يومًا أن السينما بإمكانيتها الحالية لم تكن موجودة من قبل؟، هل فكرت أن تعود بالزمن إلى الخلف وتنطلق في رحلة عبر الزمن لتكتشف كيف دخل هذا العالم الافتراضي إلى مصر، وكيف كُتب تاريخ السينما فيها.. "الموجز" تأخذك معها في هذه الرحلة الشيقة، وتسافر بك عبر الزمن في السطور التالية..

في عام 1896، وتحديدًا يوم 5 نوفمبر، المكان الإسكندرية بورصة طوسون الواقعة بشارع فؤاد، يوم مميز وغير عادي، ترى فيه العشرات من أبناء الجاليات الأجنبية وصفوة المجتمع السكندري مجتمعون بالقاعة الكبرى بالمبنى الأجمل بالشارع، انتظارًا لبدء الحدث التاريخي، وفي زاوية آخرى تجد عددًا من الفنيين والمتخصصين يقومون بتجهيز معداتهم التي سيتم استخدامها للمرة الأولى في تاريخ مصر، تذكر نحن الآن في عام 1896.

لتصبح الرؤية كاملة دعونا نتعرف على بورصة "طوسون باشا"، وهى عبارة عن مبنى مكون من عدة طوابق، ويتكون كل طابق من عدة صالات مختلفة المساحة والأغراض، كان يتم استخدامها فى الاحتفالات أو حفلات الرقص للجاليات الأجنبية فى الإسكندرية فى هذا الوقت، وهي من شهدت الحدث الأهم وهو دخول السينما في مصر.

يقف الجميع الآن وسط هذا الضجيج والزحام الشديد والعيون المترقبة والمتلهفة للحدث، يخرج صوت أحدهم بملامحه الأوربية ولغته الفرنسية يطالب جميع الحضور بالهدوء لكي يبدأ عرض أول فيلم سينمائي متحرك في تاريخ مصر، وذلك من خلال مجموعة من الأجانب المقيمين بمدينة الإسكندرية الذين استقدموا بعضًا من الشرائط الأولى الأوروبية، فحققت نجاحًا مدويًا.

الآن نتعرف إلى المسيو "لوميير"، والذي كان صاحب أول عرض سينمائي في تاريخ العالم قام بإرسال البعثات بعدد من الدول لعرض اختراعه الجديد على الناس مقابل ربح المال لتطويره، مر عام وتحديدًا في 8 مارس 1897 قامت بعثة "رومير"، بتصوير بعض الشرائط الأولى بالمدينة منها ميدان القناصل وبعض محطات الترام الشهيرة، والتي أنتجها هنري ديللو الذي أخذ حق الامتياز في عرض هذه الأفلام التي يتم تصويرها.

وبالفعل افتتحت أول سينما توغرافي بمدينة الإسكندرية لهنري ديللو ستروي، وحمل على عاتقه مسئولية إعداد موقع فسيح لتركيب آلاته واستقر على المكان الواقع بين بورصة طوسون وتياترو "الهمبرا" بمنطقة محطة الرمل، وتبدأ هذه العروض يوميًا من الساعة 5 إلى 11 مساء، مرة كل نصف ساعة، وتباع تذكرة دخول البورصة بـ 4 قروش للرجال، وهو ثمن مرتفع بالنسبة للأسعار، وبعد ذلك تم تخفيضه إلى قرشين، والعروض السينمائية التى يتم تقديمها هي عبارة عن أفلام قصيرة جدا لا تتعدى فترة عرض الواحد منها بضع دقائق، وأشهرها أفلام «المصارعون»، و«المتجرد من ثيابه» و"أهالى مدغشقر"، و"غابة بولونيا"، و«الحدادون» و"رقصة الكان كان"، ثم بعد بضع أيام تم تغيير البرنامج الذى يتم عرضه فى البورصة ليشمل أفلام "خروج العمال من محلات برنتان فى باريس"، و"المتلاكمون"، و"صائدات الجمبرى"، وفيلم "ميدان الأوبرا فى باريس"، و"البحر فى الهافر"، و"حمام إيفيت"، وهو أول فيلم يقدم بالألوان، والمقصود بالألوان هنا هى طريقة بدائية اتبعها صناع السينما فى ذلك الوقت لجذب الجمهور لمشاهدة أفلامهم وكانت الشرائط الملونة تتم بواسطة التلوين بفرشاة رفيعة على الشريط ال سينما ئى نفسه لكل صورة موجودة عليه.

وبدأت فى لفت نظر أهالى الإسكندرية، حتى إن المحافظ ذهب لمشاهدتها بنفسه فى أحد العروض، ثم بدأت المدارس والجامعات فى الإسكندرية بإرسال طلابها لمشاهدة هذه العروض، وبعد هذا الإقبال الكبير على «بورصة طوسون» غير المسئول عنها البرنامج لعرض أفلام جديدة ومنها "صراع الدببة"، و"السابحون"، و"الحصاد"، و"غابة بولونيا"، و"منظر ريفى"، وكان هذا الفيلم بالألوان أيضا، وفيلم "موديل للرسم".

انتهت رحلتنا مع حكاية أول سينما في مصر، ولنا عودة مع رحلات آخرى عبر الزمن.

تم نسخ الرابط