الراقصة وجامع خالد ابن الوليد .. أسرار لاتعرفها عن ”الكيت كات”
"الكيت كات" تلك المنطقة الشعبية بحي شمال الجيزة، والتي تعتبر من أهم مناطق امبابة وهى البوابة إليها وبها الميادن وأهم جوامع امبابة وهو جامع خالد ابن الوليد وهناك شارع مراد الذي يقع خلف المسجد وهو من أهم الشوارع وبه الكثير من المحلات المختلفة مثل محلات الصاغة والباعة , والمقاهى ويمتد حتى يصل إلى شارع الحرية ومساكن عزيز عزت.
خلدت السينما المصرية اسم "الكيت كات" في أشهر أعمال الفنان الراحل محمود عبد العزيز في فيلم حمل نفس الاسم والذي ربما يجهل كثير من الناس سر إطلاقه علي هذه المنطقة، وقد يصيب البعض بالدهشة عندما يراجع تاريخها ويجد أن "الكيت كات" كانت في أيام الحملة الفرنسية منطقة ترفيهية بالدرجة الأولى لموقعها المتميز على النيل فتم بناء ملهى ليلى كبير يستقبل الفرنسين والامراء وعلية القوم.
"سر التسمية"
اما عن سبب اختيار هذا الاسم فقد أطلق نسبة إلي اسم صاحبة الملهي الراقصة الفرنسية كيتي ألفونس فرانسوا
ومن كيتي كان اسم كيت ولأنها مثل القطة وكلمة القطة بالإنجليزية هي ” Cat ” – كات –
فسُميّت المنطقة بالكيت كات ، وقد كانت كيتي صاحبة ملهى ليلي كان للعربدة وكان مُقاماً قبيل قدوم الحملة الفرنسية بسنوات قليلة ، ثم هُدِم هذا الملهي وبُني أحد أشهر المساجد بالمنطقة وهو مسجد خالد بن الوليد ، وكان ذلك بعد حدوث موقعة إمبابة في 22 يوليو 1798 م
وما زالت حتى اليوم بقايا مبنى سينما الكيت كات على حالها مهجورة وغير مستغلة يستعملها باعة الفاكهة كمخزن لهم.
عرف اهالى الكيت كات بمرؤتهم ووطنيتهم منذ ايام الفرنسين وحتى الايام الحديثة فكان لهم موقف مشهود في يوم 28 حيث وقفوا رجالا ونساء واطفال في مسيرات سلمية حاشدة تجمعت في شارع السودان ليتلقوا ضربات القنابل المسيلة للدموع المستمرة دون توقف والرصاص المطاطى والحى من عربات الأمن المركزى المصفحة وعناصر الشرطة التي تمركزت في الميدان.
"أهم معالمه"
ويعتبر من أهم شوارع الكيت كات شارع السلام وهو العمودى على شارع مراد ويصل بين ميدان الكيت كات وحتى منطقة ترعة السواحل
وفي الميدان هناك نادى ناصر الرياضي ومكتبة خالد بن الوليد ومبنى وزارة الثقافة والبنك الاهلى وبنك مصر.
"عمل روائي"
نجح الروائي إبراهيم أصلان في تصوير الحياة التي يعيشها أهالي "الكيت كات" في روايته الرائعة "مالك حزين" التي تحولت إلي فيلم سينمائي يعد من روائع السينما المصرية، وهو فيلم يحمل نفس اسم الحي "الكيت كات" للمخرج المتميز داوود عبد السيد، بطولة المبدع محمود عبد العزيز، وهي رواية تحكي أحداثاً حقيقية عاشها المؤلف الذي ولد عام 1935، ونشأ في حي إمبابة وتحديدًا بمنطقة الكيت كات، التى عاش بها طوال حياته تقريباً، وكما يقول أصلان: إن دوره ليس مجرد كتابة "الكلام الحلو"، ولكنه تخصص في تشريح آلام المهمشين والتركيز علي المساحات التى يهجرها الجميع، وروي كيف استفاد من عمله كبوسطجي في إتقان فن كتابة البرقية ولذلك كان التحدى هو صياغة أعمق المعاني في أقل عدد من الكلمات.
لذا جاءت روايتة "مالك الحزين" تدور أحداثها حول 115 شخصية رغم حجمها المتوسط، وبطل الرواية الحقيقي هو "يوسف النجار"، وليس الشيخ حسني، وتتكرر معظم الشخصيات في الرواية والفيلم بنفس التفاصيل الدقيقة..التي تدور أحداثها في إطار من الكوميديا السوداء، حول شخصية "الشيخ حسني" الذي جسد شخصيته الفنان القدير محمود عبد العزيز، الرجل الكفيف، الذي يعيش في منزل واحد مع والدته "أمينة رزق" وابنه الوحيد الشاب المحبط يوسف "شريف منير"، راصدًا الأوضاع اليومية ونبض هموم سكان حي "الكيت كات" الذي يعيش فيه، ورغم فقدانه لبصره وعمله وزوجته، إلا أنه يرفض الاعتراف بعجزه وينطلق في ممارسة حياته الطبيعية كأحد المبصرين دون التخلي عن ابتسامته وضحكته التي رسمها على وجوه كل من شاهد الفيلم.
وفي كتابه "شيء من هذا القبيل"، يكشف أصلان في أحد فصوله عما حدث عقب المشهد الشهير الذي قام خلاله الشيخ حسني "محمود عبد العزيز" بفضح أهل الحارة في الميكروفون خلال عزاء عم مجاهد بائع الفول، يقول أصلان: "بعد عرض الفيلم، علمت أن الأحوال تدهورت بالشيخ حسني، واتخذ من بولاق أبو العلاء منطقة للوقوف، لانها بعيدة عمن يعرفونه في إمبابة وقريبة من تجار الكيف، وبعدما مرض جاء ابنه ليحمله إلي المستشفي لكنه طلب أن يخترق التاكسي شارع السوق الطويل في الكيت كات، وبينما هو نائم علي كنبة التاكسي الخلفية، وطلب أن ينبهوه عندما يصلون أول الشارع، وعندما فعلوا تحامل علي نفسه وأخرج نصفه العلوي من نافذة العربة لعل أحداً من أصدقائه القدامي يلمحه، ثم مات الشيخ حسني"..