أغرب من الخيال.. كل ما تريد معرفته عن «المليونيرة المتسولة»
من هى المليونيرة المتسولة؟.. هى أغرب سيدة عجوز جاءت من إحدى محافظات الصعيد مع زلزال ١٩٩٢، واستقرت بإحدى القرى التابعة لمركز قليوب، بعدما قامت باستئجار غرفة صغيرة، ولا أحد يعلم عنها شيئا، وبدأت عملها بالتسول، وبعد موتها اكتشف الأهالي وصية تركتها، أثارت دهشة أهالي الحي ووصفوها بالوصية الصادمة.
بدأت قصتها عندما تركت محافظتها، تعلو وجهها علامات الشقاء، والحزن، تسير ببطء، وخطوات متزنة، ترتدي جلبابها الأسود فقد تناثرت رقعه حتى يخيل لمن يراها بأنها تعد بها سنوات عذابها، وبؤسها، وكان مايثير اهتمام أهل الحي بها نظراتها الحزينة، وانزواءها، وتجنبها محادثتها لهم، وأشفق عليها صاحب أحد العقارات، ووافق باستئجار غرفة لها أعلى العقار الذي يملكه، بعدما يئسوا من معرفة حكايتها، وقضت سنوات عديدة وسطهم ولم يروا لها قريب أو غريب يسأل عنها سوى إحدى السيدات بنفس الشارع التي تعاطفت معها، ولم تتركها في أي مناسبة أو موسم من المواسم إلا وقدمت لها ما تحتاجه من طعام وشراب، رغم تحذير أهالي الحي لها، وعدم التعامل معها، حيث تقوم بالتسول، وبيع المناديل الورقية في إشارات المرور، وداخل محطات المترو.
ومرت السنون ذاقت خلالها المرأة المتسولة قسوة الحياة، ومرارة العيش، وفي أواخر أيامها اتجهت إلى بيع الجبن الذي كانت تأتي به من أرياف محافظة المنوفية، وعزبها، تدهورت حالتها الصحية، ولزمت الفراش، ولم تتركها السيدة المتيسرة الحال، تقوم بتمريضها، وتساعدها على قضاء شئونها.
وعندما توجهت إليها في أحد المرات للاطمئنان عليها، بمصاحبة زوجها الذي كان دائما مايعترض على علاقتها بها فلا أحد يعرف لها أصل أو أقارب، خاصة وأنها متسولة، انذرفت الدموع من عينيها عندما اكتشف وزوجته وفاتها، وانهار الجميع في البكاء، يشوبه أنين وتأوه، وبقيت الأعين تتابع المرأة المتسولة ينظرون إليها بحزن ودهشة، ورؤوسهم مثقلة بالتساؤلات؟ أين ستدفن، وبصوت متحشرج طلبت السيدة المتيسرة من زوجها أن يقوم بدفنها بمقابر الصدقة، وتولت هي كفنها، وغسلها.
وأثناء قيام الأهالي بتنظيف غرفتها، والتخلص من بعض ملابسها المهلهلة، وقعت على رؤوسهم المفاجأة كالصاعقة، حيث اكتشفوا داخل سحارة "الكنبة الخشب" التي كانت تبيت عليها صفيحة لأحد ماركات الشوكولاتة الشهيرة قديمة جدا، وبها أموال تصدم من يراها، وكردان من الذهب خاص بها، وسلسلة مصحف جاءت بهما مو محافظتها في بداية حياتها، واستقرارها، جحظت الأعين، وتقطعت الأنفاس أيضا عندما عثروا على ورقة كراسة مكتوب بها وصيتها التي أوصت بها، وهي إعطاء نصف المال الذي بلغ نصف مليون جنيه للسيدة المتيسرة، والنصف الآخر التبرع به للجمعيات الخيرية.
انهارت السيدة المتيسرة الحال، وأجهشت في البكاء، بينما وقف الزوج مشدوها، تتردد على سمعه كلمات اعتراضه ومنع زوجته من الاهتمام، وبلسان حال يقول، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.