لغز «القصر» الذي أغلقته الحكومة السويدية بالإسكندرية
من بين الأبنية الكلاسيكية ذات الطراز الفلورنسي بالإسكندرية، يطل قصر فخم يُقدم لزائره منظرًا رائعًا لكورنيش الإسكندرية، ومن أعلى القصر تُتاح للزائر رؤية الإسكندرية كعروس بحرية تستلقي على شاطئ لازوردي يمتد لمسافة 30 كلم.
كان القصر، منذ تشييده عام 1925، معروفًا لدى الجاليات الأوروبية في الإسكندرية بـ«قصر السويد»، (Le Palais de Suede)، وكان يمر به السكندريون مرورًا عابرًا لأن أغلبهم يجهل قصة هذا القصر، وإذا ما سألت أحدهم قد لا يعرف مكانه. لكن بعض سكان المنشية القدامى وتجار الأخشاب المجاورين له يعرفون القليل عن قصر تاجر الأخشاب السويدي الثري وعن لغز شبح فون غربر.
لقد جمع فون غربر ثروته من استيراد الأخشاب السويدية، وكان يمتلك مصنعًا لصناعة أعواد الثقاب في منطقة المكس، وكان معروفًا ببذخه واستضافته الحفلات التي تضم نخبة وصفوة رجال الأعمال والمثقفين والدبلوماسيين بالإسكندرية، إلا أنه كان أيضا قنصلًا عامًا للسويد خلال الفترة بين عامي 1925 و1952، وظل محتفظًا باللقب حتى بعد تقاعده.
وقبيل وفاته بسبعة أشهر، تبرع بجزء من قصره ليكون كنيسة للبحارة السويديين، وافتتحت الكنيسة في احتفال كبير فى بداية عام 1959، وكان قد خصص الطابق الرابع في منزله كمدرسة لرعاية الصم والبكم.
بيد أن حياة القنصل فون غربر انتهت بصورة يكتنفها الغموض، إذ وجد في صيف 1959 مقتولا في حمام القصر، ولم يحل لغز تلك الجريمة منذ وقوعها حتى اليوم.
والغريب ما تردد بعد ذلك من أن صاحب القصر المقتول يعود إليه ليلًا ويراه بعض سكان المنطقة وهو يطل من نوافذه التي كانت تفتح تارة وتغلق أخرى في حركات سريعة. ونظرًا لأن المكان كان مغلقًا في فترة من الفترات ظن البعض أن روحه تحوم حول القصر.
وفي عام 1999 تحول القصر إلى مقر للمعهد السويدي (SWEDALEX) بموجب قرار جمهوري، تابع لوزارة الخارجية السويدية، وافتتح رسميًا في 3 أكتوبر 2000.
واستغرقت أعمال تجديد وترميم المبنى المكون من 4 طوابق عامين كاملين، وتم الاحتفاظ بالأساس الأصلي للقصر ومعظمه مطلي بالألوان نفسها التي كان عليها وهما اللونان الأزرق والذهبي الأصفر وهما لونا العلم السويدي.
وفى 26 يناير 2020، تم إغلاق مبنى المركز الثقافي السويدي بالإسكندرية، بقرار من حكومة السويد.