حوادث الطرق وشهامة المصريين فى زمن الكورونا
من كان يتوقع أن تتبدل أحوال المصريين بسبب كورونا الفتاك؟، وهل غابت الشهامة عن المصريين فى أوقات الازمات ، فالعديد من التساؤلات تدور فى الأذهان عن كيفية تعامل المصريين مع حوادث الطرق بعد انتشار شبح كورونا الذى يهدد الجميع بالموت، خاصة أن فى التباعد حياة وفى الاختلاط هلاك ، فالاتحاد دائما كان عنوان المصريين فى كل المحن والأزمات، إلا أن الخوف والفزع من الفيروس اللعين جعل المرء يفر من أخيه وأمه وأبيه، وتسببت فزاعة الخوف من الموت الغامض الذى يحمله كورونا، فى زيادة التباعد بين المواطنين، وهو ما يظهر بوضوح شديد على الطرق أثناء حوادث الطرق والحرائق، حيث كان فى الماضى لا ينتظر الفرد قدوم سيارات الإسعاف والمطافئ لمكان الحادث بينما كان يتحرك الجميع ويحاول بما أوتى من قوة إنقاذ ضحايا الخادث، وكان يحدث تسابق بين المواطنين فى المشاركة فى إنقاذ ضحايا الحادث، إلا أن عصر كورونا كان شاهدا على تبدل الأوضاع حيث انتشرت الكثير من المشاهد الغريبة على المجتمع المصرى على السوشيال ميديا، فتجد الآن المواطن يقف متابعا من على بعد أمتار عملية إنقاذ ضحايا الحوادث تحسبا لأن يكون أحد مصابى الحادث مصابا بفيروس كورونا، وهو ما يجعله يراجع نفسه أكثر من مرة قبل التحرك نحو مكان الحوادث، بل ويقف بالدقائق يفكر قبل الإقدام على مساعدة المصابين التى قد تنقذ حياة المصابين أو تغيبهم عن الحياة .
اتجه عدد من المواطنين إلى أن هذه المشاهد التى يراها البعض غريبة على المجتمع هى الأفضل حاليا، وهى تعكس درجة الوعى الذى أصبح عليه المواطن المصرى ونسبة خوفه من الموت الخفى الذى يحمله الفيروس اللعين بين المصريين، موضحين أنه يجب ألا تتوقف حملات التوعية عن دورها فى نشر الوعى بين المواطنين، والتأكيد على المواطنين بأهمية الوضع فى الاعتبار أن التدافع على حوادث الطرق ومساعدة الجهات المسئولة عن رفع آثار الحوادث قد يؤدى إلى الإصابة الخطيرة بالفيروس الفتاك، لافتين إلى أهمية مراجعة النفس قبل المشاركة فى رفع آثار الحوادث، والحرائق، وعدم التعامل بالفطرة فى المواقف الصعبة التى تهدد الحياة.
واتجهت آراء أخرى إلى أن ما يحدث الآن يمثل أزمة فى المجتمع، وأن الإصابة من عدمها فى يد الخالق، وأنه يجب الاتجاه نحو الأعمال الطيبة والصالحة، وألا نعتبر أن أعمال الخير بها مخاطرة حيث إن إنقاذ الروح لن يكافئنا عليها الخالق بالموت أو الإصابة بالفيروس، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ الحذر فقط وألا نمتنع عن مساعدة الآخرين.