لهذا السبب .. الفرنسيون أغلقوا الجامع الأزهر عاماً كاملاً
لسنوات طويلة ظل الجامع الأزهر القلعة التى كانت تتحطم عليها آمال وطموحات القادة الفرنسيين فى الحملة الفرنسية على مصر بعد أن قاد شيوخه وطلابه معارك ضارية ضدهم .
استمر الجامع فى المقاومة إلا أن قررت الحملة الفرنسية إغلاقه عقب إغتيال قائد الحملة كليبر على يد سليمان الحلبى أحد طلاب الأزهر الشريف فى مثل هذا اليوم 20 يونيو من عام 1800.
وقيل أن الجنرال مينو آخر قادة الحملة الفرنسية أراد إعادة فتح الأزهر للتقرب من المسلمين بعد أن دخل في الاسلام لكن الشيخ عبدالله الشرقاوي شيخ الأزهر رفض اقتراحه خشية انتقام ضباط الحملة لقائدهم الراحل كليبر فظلت أبواب الأزهر مغلقة منذ ذلك الحين حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801.
كان عمر سليمان الحلبى 24 عاماً حينما اغتال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر والتى استمرت لمدة ثلاثة أعوام بين عامى 1798م-1801م
فى يوم 15 يوينو سنة 1800 كان كليبر يسير ومعه كبير المهندسين فى حديقه داره بحي الأزبكية (وهو مقر القيادة العامة بالقاهرة) فتنكر سليمان الحلبي في هيئة شحاذ واقترب منه .
مد سليمان الحلبي يده وشد كليبر بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلاً كما طعن كبير المهندسين ولكنه لم يمت .
امتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين وخشي الأهالي من مذبحة شاملة انتقاماً من الاغتيال بينما تصور الفرنسيون أن عملية الاغتيال هي إشارة لبدء انتفاضة جديدة .
أما سليمان فقد اختبأ في حديقة مجاورة إلى أن أمسكوا به ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث (والذي يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا في متحف الإنسان).
تم تشكيل محكمة عاجلة وحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده يبقى على الخازوق لحين تأكل جثته الطيوركما كانت العادة في أحكام الإعدام فى العهد العثمانى .
ونفذوا ذلك في مكان علني يسمى "تل العقارب" بمصر القديمة على أن يقطعوا رؤوس الأزهريين أولاً ويشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة ومن ثم تحرق يد سليمان الحلبي ثم يرسل إلى خوزقته .
ثم تركت جثته ومغروس فيها وتد الخازوق لمدة 4 ايام تنهشه الطيور والجوارح
ومن المعروف أن علماء الأزهر الشريف قد وقع على عاتقهم عبء إدارة البلاد في فترة الفراغ السياسي التي أعقبت خروج الفرنسيين واختاروا محمد علي ليكون حاكمًا على البلاد عام 1220هجرية 1805م وذلك وفق الشروط التي اتخذوها عليه من إقامة العدل وعدم فرض الضرائب ومشورتهم في القرارات التي تخص عامة الشع وغير ذلك.
كما مثل الجامع الأزهر حائط الصد المنيع الذي وقف في وجه حملة فريزر الإنجليزية عام 1222/ 1807م وضرب علماؤه أروع الأمثلة في الوطنية في مساندة الثورة العربية عام 1299ه/ 1882م والمشاركة فيها مواصلًا دوره الوطني الباسل والراسخ الذي سجله التاريخ بمدادٍ من ذهب في أحداث ثورة عام 1338ه/ 1919م وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـــ 1945م) من عدم الزج بالبلاد في الحرب وتجنيبها ويلاتها والدور الوطني الباسل على كافة المستويات إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1376ه/ 1956م.