أردوغان يعيد إحياء داعش في ليبيا

داعش
داعش

ذكرت مصادر ميدانية أن مدينة صبراتة غرب طرابلس، عادت لتحتضن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي تحت مظلة التدخل التركي السافر، بعد أن كانت تحررت منها في فبراير 2016.

وقالت المصاد وشهود عيان لصحيفة البيان الإماراتية، إن مسلحي داعش باتوا يعلنون عن وجودهم في المدينة، ويتدربون على القتال في معسكر البراعم ومركب تليل السياحي، وهما الموقعان اللذان كان التنظيم يتمركز فيهما قبل طرده سابقاً من صبراتة.

ووفق مصادر محلية، فإن عناصر داعش المجتمعين في صبراتة يحملون جنسيات عدة ومن بينها الليبية والسورية والمصرية والتونسية، وأغلبهم ممن تم نقلهم من شمالي سوريا من قبل النظام التركي ضمن جحافل المرتزقة التي دفع بها أردوغان للقتال في صفوف ميليشيات حكومة فائز السراج، مشيرة إلى أن رايات التنظيم بدأت تظهر بوضوح في مناطق عدة من المدينة.

خطر العودة
وتابعت المصادر، إن مدينة صبراتة التي سيطرت عليها جماعات المرتزقة والميليشيات أواسط أبريل الماضي، تواجه خطر أن تتحول إلى مركز متقدم لتنظيم داعش في غربي ليبيا، مشيرة إلى من بين عناصر التنظيم النشطين داخلها عشرات ممن أخرجتهم الميليشيات من السجن بعد دخولها المدينة، وفلول التنظيم الفارة من شرقي البلاد ومن مدينة سرت، وأعداداً ممن تم إطلاق سراحهم من سجن ميليشيا الردع في طرابلس للقتال ضد الجيش الوطني.

وأردفت أن عدد الدواعش في صبراتة يتجاوز 350 عنصراً، بينهم من كانوا يسيطرون على المدينة قبل إخراجهم منها في فبراير 2016.

وأبرزت أن من المفارقات أن تنظيم داعش سيطر على المكتب الذي كان مخصصاً لمكافحته في صبراتة وخصصه لممارسة شؤونه الإدارية.

وسبق للمتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري الإعلان أن تنظيمي القاعدة وداعش شاركا في الهجوم على مدينة صبراتة في 14 أبريل (نيسان) الماضي، كما شارك فيه الهاربون من بنغازي من أنصار الشريعة والمصنفين دولياً على قوائم الإرهاب، بسبب رفض أهالي صبراتة وجود الميليشيات الإرهابية.

تحت مظلة أردوغان
وعد عضو مجلس النواب الليبي سعد مغيب، أن سيطرة الميليشيات على غربي ليبيا فتحت المجال أمام تنظيم داعش ليعود بقوة ولكن تحت مظلة الاحتلال التركي، مشيراً إلى أن الدواعش الذين شاركوا في الحرب ضد الجيش يجتمعون هذه المرة لفرض إرادتهم وتنفيذ مشروعهم المؤجل.

وكانت مخابرات الجيش الليبي رصدت مؤخراً عبدالحكيم المشوط، أحد أبرز قيادات داعش الإرهابي في مدينة صبراتة غربي البلاد، بصحبة عدد من عناصر التنظيم.

ويرى المراقبون أن تنظيم داعش بات جزءاً من أدوات أردوغان لتنفيذ مشروعه في ليبيا، وخصوصاً أنه قام بنقل مسلحين من التنظيم من شمالي سوريا إلى طرابلس، كما كان له دور مهم في إطلاق سراح العشرات من دواعش ليبيا للانضمام للميليشيات التي تقاتل تحت إمرة غرفة العمليات التركية ضد الجيش الليبي.

إرسال المرتزقة
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة تركيا إرسال مرتزقتها من الفصائل السورية الموالية لها، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب "مليشيات حكومة فايز السراج" في ليبيا.

ولفت المرصد في بيان الجمعة، إلى أنه جرى نقل دفعات جديدة خلال الأيام القليلة الفائتة، بالتزامن مع عودة مئات المقاتلين منهم إلى سوريا، دون توضيح سبب العودة هل هي طواعية أم سحباً لهم من خلال النظام التركي.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن العائدين حصلوا على مستحقاتهم المالية بشكل كامل عقب توقف الاشتباكات ما بين حكومة فايز السراج والجيش الليبي.

تجنيد أطفال
وكشف المرصد أن أعداد المرتزقة المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفعت إلى نحو 14,700 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 2600 إلى سوريا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند.

وأوضح المرصد أن من ضمن المجموع العام للمجندين، نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.

اجتماع طارئ
وفي محاولة لكبح التدخل التركي في ليبيا، دعت مصر أمس الجمعة لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث تطورات الأوضاع في طرابلس، وذلك عبر تقنية الفيديو.

وقال الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، حسام زكي، إن الأمانة العامة للجامعة تلقت طلباً من وفد مصر، لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية، بشأن الأحداث التي تشهدها ليبيا.

وأوضح زكي أنه يجري التنسيق مع رئاسة الدورة الحالية (سلطنة عمان) لتحديد موعد الاجتماع، الذي من المتوقع أن يُعقد خلال الأسبوع المقبل، بعد أن حصل الطلب المصري علي التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي، من جانب عدة دول.

ويأتي الطلب المصري، بعد نجاح الأجهزة في مصر، بتحرير وإعادة 23 مواطناً احتجزتهم إحدى الميليشيات بمدينة ترهونة الليبية، في فترة لم تتجاوز الـ72 ساعة من انتشار فيديو يوثق تعذيبهم على أيدي الميليشيات.

تم نسخ الرابط