بين الدفن حيًا وسرقة الجثة..حكايات طاردت النجوم بعد وفاتهم
بعض الفنانون استطاعوا أن يدخلوا إلى قلوب جمهورهم ومحبيهم لدرجة أن البعض منا يرتبط بالفنان وكأنه فرد من أفراد العائلة، لذلك يجد الكثيرون صعوبة في تقبل وتصديق أن وفاته قد حدثت بالفعل، وتكون صدمة عشاقه ومحبيه في موته كبيرة، ولا يستطيعون تصديق أن حياة هذا النجم التي كانت مليئة بالصخب والضجيج انتهت وعاد إلى التراب كأي إنسان عادي وها هو يرقد في صمت وهدوء، وهناك العديد من النجوم رغم موتهم منذ سنوات، إلا أن الشائعات ماتزال تطاردهم، حيث انتشرت الكثير من القصص حول موتهم.
وفى هذا التقرير نستعرض لكم أهم النجوم الذين ترددت حولهم الشائعات بعد الوفاة...
البداية مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والذى انتشرت حوله الكثير من الشائعات التي تؤكد أن جثته لم تتحلل، ففي عام 2006، أصبحت قضية جثة عبدالحليم حافظ التي لم تتحلل في قبرها رغم مرور 30 عاما على وفاته حديث الناس في القاهرة بعد أن كشفت الكثير من الأخبار عن ذلك، وأكدت نقلا عن الذين رأوا الجثمان أن جثة "عبد الحليم" لا زالت على حالها وكأن صاحبها دفن للتو، ومن المعروف أن "عبد الحليم" توفى في لندن بعد أن أصيب بنزيف حاد.
والكشف عن جثة "عبدالحليم" في قبره جاءت بعد قيام لجنة من أسرته ولجنة حكومية بفتح قبره لحماية المقبرة من تسرب المياه الجوفية إليها، ومنذ تلك اللحظة أشيع أن جثته موجودة بكامل ملامحها ولم تتحلل.
وذكرت الصحيفة التي نشرت الخبر إن فريقاً تشكل من أسرة المطرب الراحل ضم 2 من حراس مقبرته بمنطقة البساتين ومثلهم من المشايخ، وأكدوا أن "عبدالحليم" مازال محتفظا بالصورة التي فارقنا بها بشعره الأسود وجسده النحيل حتى رموشه وملامح وجهه كاملة، حسب روايتهم.
كما نشرت تصريحات الشيخ نصر، مؤذن مسجد الدندراوي، الذي أكد القصة قائلا: "رأيت عبدالحليم كما هو مغمض العينين ورأسه كما هي وأنفه وشعره.. وهذا المشهد ليس خرافة بل حقيقة أشهد بها بعد أن طلبت مني الأسرة متابعة إجراءات فتح المقبرة وتنفيذ ما جاء بالفتوى الشرعية بفتحها".
ولاحقت الفنان الأسمر أحمد زكي إشاعة أن جثته تعرضت للسرقة، وانتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى خرج حارس مقبرته على إحدى القنوات الفضائية، ليؤكد أن الخبر عار عن الصحة تماماً، وأن مقابر الرؤساء والشخصيات الهامة محاطة بحراسة مشددة.
وكانت إشاعة سابقة قد طالت جثة زكي، حين قال بعضهم إنه دخل ثلاجة الموتى حياً، والحقيقة أن ذلك قد حدث فعلاً، ولكن أثناء أدائه أحد أهم أدواره، وهو فيلم "موعد على العشاء"، حين رفض استبدال دوره بدوبلير، وقرر أن يدخل ثلاجة الموتى، وتم إعادة المشهد عدة مرات حتى وصل إلى المصداقية التي يريدها.
كذلك لاحقت الكثير من الشائعات الشحرورة صباح، وكانت أولى الشائعات التى لاحقت وفاة الصبوحة إشاعة أن فنانة شهيرة تعشق فن الشحرورة صباح تكفلت بمصاريف جنازتها، بكل ما اشتملت عليه من عروض موسيقية ولافتات، وانتهى مسلسل الشائعات بقبر الفنانة اللبنانية، الذي تحدث عنه بعض النشطاء وعدد من المواقع الإلكترونية، مرفقين حديثهم بمجموعة من الصور لمقبرة أنيقة وصفوها بأنها "فندق خمس نجوم"، صممه الأهل وفق وصية أوصت بها الشحرورة قبل مماتها، وطلبت أن يشتمل قبرها على جهاز تليفزيون وسرير ومرآة، وكلها شائعات نفتها الأسرة.
وبخصوص الجنازة، صرحت أسرة الفنانة اللبنانية صباح على أن أسرة صباح تكفلت بكل مصاريف الجنازة، فيما أوضحت ابنة شقيقة الفنانة أن القبر الذي أشارت إليه المواقع الإلكترونية لا يخص الفنانة صباح، وإنما هو مدفن ملك الغجر الروماني، فلورين تشاوبا، الذي توفى في 2013، عن عمر ناهز التاسعة والخمسين عاما إثر إصابته بنوبة قلبية.
وفور رحيل الفنان صلاح قابيل عام 1992 انطلقت عدة روايات حوال ملابسات وفاته، وظلت متداولة طوال تسعينيات القرن الماضى بين الكبار والصغار فى البيوت المصرية، ويتمثل أشهرها أو أكثرها تداولاً فى أن الفنان كان مصاباً بمرض السكر، ودخل فى غيبوبة فاعتقد الأطباء أنه مات، ومن ثم قاموا باستخراج تصريح دفن له، وبعدما انتهت مراسم الدفن استفاق الفنان من الغيبوبة ليجد نفسه فى القبر، وحاول الخروج بشتى الطرق وظل يصرخ على الحراس الذين اعتقدوا أنها أصوات أشباح، ولم يعيروا أى انتباه لما سمعوه.
ويستكمل البعض القصة بأن الفنان حاول التمسك بالحياة وظل يحفر بيديه للخروج من القبر لكنه بذل مجهودا كبيرا حتى وصل إلى السلم فمات بأزمة قلبية جراء هذا المجهود، وفى اليوم التالى فتح الحراس المقبرة ليجدوا آثار الحفر واضحة بالقبر والفنان ملقى، ليصابوا بالصدمة الشديدة بعد ما شاهدوه.
والغريب أن رواة تلك القصة فى البيوت المصرية كانوا يحكونها وكأنهم رأوها بأعينهم، رغم أنها لم تتعد كونها شائعة، والأغرب أنه مازال البعض يصدق تلك القصة الوهمية حتى الآن، رغم تكذيبها عدة مرات من قبل أسره الراحل.
الموسيقار محمد عبد الوهاب لعل أطرف هذه القصص هي قصة عودة موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب من الموت، وهي قصة لا يعرفها الكثيرون، وقد حكاها بنفسه في أحد التسجيلات الإذاعية القديمة، عندما قال متذكرا إنه عندما كان يبلغ من العمر سنتين حدثت له وعكة صحية أفقدته الوعي، فظنت عائلته أنه قد مات، وامتلأ منزل الأسرة بالبكاء والنواح، لكن فجأة وأثناء غسل الطفل محمد عبدالوهاب عاد إلى وعيه باكيا، فتحول الحال في منزل الأسرة إلى سعادة وضحك بالطفل الذي عاد من الموت قبل جنازته بدقائق.