ملكات ماسبيرو .. مالا تعرفه عن إمبراطورية النساء فى التليفزيون

صفاء حجازى
صفاء حجازى

على الرغم من رفض المجتمع لجلوس المرأة على كرسى المناصب العليا فى ماسبيرو، إلا أن السنوات الماضية شهدت صعود ناجح لعدد من القيادات النسائية داخل ماسبيرو، واستطعن أن يحققن الكثير من الإنجازات التى قد يعجز عنها الرجال ممن تقلدوا المناصب القيادية داخل قطاعات الإعلام الرسمى للدولة، وفى هذه السجلات يبزغ اسم درية شرف الدين، وزير الإعلام السابق، والتى حظيت بلقب آخر وزير إعلام فى تاريخ مصر إلى أن عادت وزارة الإعلام من جديد وتم اختيار الكاتب الصحفى أسامة هيكل وزيرا حاليا للإعلام بعد إلغاء الوزارة واستبدالها بالهيئتين الإعلاميتين والمجلس الأعلى للإعلام، "الموجز"، تعرض خلال تقريرها الحالى تاريخ بعض السيدات اللاتى حكمن ماسبيرو وسطرن بإنجازاتهن تاريخا ناصع البياض فى وجه الوطن.

درية شرف الدين .. وزيرة صنعت الأزمات فى ماسبيرو

والدكتورة درية شرف الدين، هى إعلامية وناقدة سينمائية وكاتبة مصرية، من أبناء محافظه دمياط، درست في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في النقد الفني، وماجستير في النقد السينمائي، ودكتوراه الفلسفة فى الفنون من أكاديمية الفنون بالقاهرة .

شغلت الدكتورة درية شرف الدين، عدة مناصب منها، رئيس قسم الرقابة المركزية فى وزارة الثقافة ( 1995-1996 )، ثم وكيل أول وزارة الإعلام، ورئيسا لقطاع القنوات الفضائية ( 2001-2008 )، ثم عضوا بالدائرة الأولي في المحكمة الإدارية العليا في مصر، ورئيس مركز الإعلام العربي التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بجامعة الدول العربية، كما تمتعت بعضوية المجلس القومى للمرأة، وكانت المتحدث الإعلامى باسم المجلس، كما تم اختيارها عضوا بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، ثم عضوا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وعضوا باتحاد الكتاب المصري، كما تقلدت منصب نائب رئيس قطاع الإنتاج ( 1996-2001 )، وكان لها مؤلفات عديدة ومتنوعة فى مجالات عديدة، ولم تكن درية، يوما عضوا فى أى حزب سياسى، ومن أشهر ما قدمت للإعلام، برنامج نادي السينما الذي كان يتم بثه أسبوعيا علي القناة الأولي في التلفزيون المصري، وبرنامج "سؤال" على شاشة الفضائية المصرية، ثم بعد ذلك برنامج أهل الرأى على قناة دريم، بالإضافة إلى مجموعة مقالات كانت تكتبها بانتظام لجريده المصرى اليوم، إلى أن تم تعيينها وزيرة للإعلام، وخاضت درية شرف الدين خلال قيادتها للإعلام فى الكثير من الأزمات، حيث بدأت أزماتها بإلغاء صرف منحة عيد الأضحى للعاملين في ماسبيرو، وهو ما تسبب فى وقفات احتجاجية واعتصامات داخل المبنى وأمام مكتبها للتنديد بما فعلته، بالإضافة إلى أنها اختارت لنفسها الظهور على قناة CBC، وهو ما اعتبره أبناء ماسبيرو إهانة للتليفزيون الرسمى، وأن ظهروها على شاشة خاصة يؤكد فشل التليفزيون المصري التي تديره، وتسببت درية، فى زيادة حالة الغضب لدى أبناء ماسبيرو، حيث أبقت على أغلب القيادات الإخوانية في المبنى الذين استغلوا مناصبهم وقاموا بممارسات غير مقبولة، وهو ما تسبب فى إحراج الإعلام الرسمى كاملا أمام الرأى العام.

وعلى الرغم من أنها كانت تكشف عن وجود عجز فى الموازنة إلا أنها خصصت 100 مليون جنيه لتجديد مداخل ومخارج ماسبيرو، وبهذا فإن شخصية درية كانت مثارا للجدل، فعلى الرغم من أنها تقلدت منصب وزير الإعلام فى فترة حرجة لكن الأحداث كشفت أنها لم تكن الاختيار الموفق.

تماضر توفيق .. أول مخرجة فى تاريخ ماسبيرو

تماضر توفيق، استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من ذهب على جدران ماسبيرو، فلم تكن مجرد إعلامية، وإذاعية بل خرج من تحت يديها جيلا كاملا من أعظم الإعلاميين، واحتفظت لنفسها بلقب أول مخرجة في تاريخ التليفزيون، سافرت في بعثة لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن، وكانت من أوائل الإذاعيات المصريات اللاتي سافرن في بعثات دراسية ثم بعد عودتها عينت رئيسة لقسم التمثيليات، بالإضافة إلى قيامها بتقديم البرامج وقراءة نشرات الأخبار ثم انتقلت للبرامج الأجنبية بالإذاعة، وعملت مساعدًا للمراقب العام وكانت أول سيدة تشرف على القسم الأوروبي بالإذاعة المصرية، وفي عام 1957 كانت ضمن أول بعثة لأمريكا باسم التليفزيون المصري، وتم تعيينها مراقبًا عامًا للبرامج الثقافية ثم مسؤولة البرامج التعليمية، ومنها إلى مديرًا للمراقبة العامة للتخطيط والمتابعة، ثم وكيلة للتليفزيون لشئون البرامج، وفى عام 1977 تم تعيينها رئيسا لقطاع التليفزيون حتى 1985.

سامية صادق .. المذيعة التى تولت رئاسة التليفزيون 6 سنوات

سامية صادق، بدأت حياتها مذيعة في التلفزيون المصري، وتدرجت في العمل الإذاعي منذ عام 1950 إلى1982 من مذيعة إلى رئيس قسم المنوعات، ثم مدير إدارة، وانتهى بها الوضع الوظيفى إلى مديرة للبرنامج العام قبل أن يتم اختيارها رئيسا لقطاع التلفزيون فى عام 1982 واستمرت في منصبها ست سنوات ونصف السنة.

سهير الأتربي .. أميرة ماسبيرو التى صنعت التاريخ

سهير الأتربي، صاحبة العصر الذهبي للتليفزيون المصري، وهى أبرز الشخصيات التى تولت رئاسة ماسبيرو، ولا تزال المجموعة البرامجية داخل تاريخ ماسبيرو تذكر بصورة طيبة الراحلة سهير الإتربى التى استحقت عن جدارة لقب أميرة ماسبيرو، وكانت ببرامجها تمثل الأصالة التى تتواكب والعادات والتقاليد للشعب المصرى العريق.

صفاء حجازى .. قارئة النشرة التى أصبحت السيدة الأولى فى ماسبيرو

وكانت الراحلة صفاء حجازى، آخر القيادات النسائية التى تقلدت المناصب القيادية فى ماسبيرو، وكانت صفاء، هى الأقرب لمنصب الوزير إلا أن الدستور كان قد كتب نهاية الوزارة فى الحكومة، واستمرت صفاء، فى منصبها القيادى لرئاسة ماسبيرو والإشراف على أعمال الوزارة، حتى رحلت عن المنصب.

التحقت صفاء، بالعمل الإعلامي بعد إعلان قرأته في إحدى الصحف عن طلب مذيعات، ونجحت في اختبار الإذاعة المصرية بعد حصولها على حوار مع رئيس الحكومة عاطف صدقي، وحصدت صفاء لقب "المرأة الحديدية"، وقدمت برنامج "بيت العرب" على التليفزيون المصري، بتمويل من جامعة الدول العربية، وأجرت حوارات مع ملوك ورؤساء الدول العربية، فضلا عن قيامها بتغطية أحداث القمم العربية ونشاط الجامعة العربية، وسافرت لتغطية حرب الخليج، وظلت صفاء، لمدة أكثر من 17 عاما تقدم نشرة التاسعة بالتليفزيون المصري، واخترتها درية شرف الدين، عندما كانت تتولى حقيبة وزارة الإعلام، رئيسا لقطاع الأخبار، لتكون أول سيدة تتولى المنصب في 2013، إلى أن تولت رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلفاً لعصام الأمير، وتردد اسمها لتكون خلفا لدرية فى الوزارة إلا أن الدستور كان قد أنهى هذا الجدل.

نائلة فاروق .. مذيعة الإسكندرية التى تولت رئاسة التليفزيون

نائلة فاروق .. بدأت رحلة نائلة فى ماسبيرو خلال عام ١٩٨٩، حيث شاركت في البث التجريبي للقناة الخامسة، وكانت أول مذيعة تظهر على شاشة المحطة بمقولتها الشهيرة، هنا الإسكندرية، وتدرجت نائلة في المواقع المختلفة داخل القناة حتى وصلت نائبا لرئيس القناة ثم تولت رئاسة القناة، فى يناير ٢٠١١، ومنذ ذلك الوقت، وعرف الحظ نائلة، ولم يفارقها حيث حققت العديد من النجاحات التي لفتت انتباه الإعلامية الراحلة القديرة صفاء حجازي، التي قررت اختيار نائلة رئيسا لقطاع القنوات الإقليمية عام ٢٠١٦، وظلت في عملها ونجحت في عدد من الملفات أهمها معالجة أخطاء شاشات محطات القنوات المحلية، وتطهير تلك القنوات من العناصر المناهضة للنظام التي كثيرا ما كانت تستغل الشاشات وتسبب بين الحين والآخر أزمات لمسئولي ماسبيرو إلى أن أصدر حسين زين رئيس الوطنية للإعلام القرار بتوليها منصب رئيس قطاع التليفزيون، ولا تزال حتى الآن تحتفظ بالمنصب.

تم نسخ الرابط