بين الخرافات والحقائق، تظهر قصص وروايات قديمة، منها ما يؤكد أن هناك لعنة للفراعنة، ولا ينجو من إيذائها أحد مهما بلغت قوته، ولا تزال مشاهد السينما المصرية التى تعرض أزمات ولعنات الفراعنة داخل السراديب والمقابر الفرعونية، عالقة فى الأذهان، ولا تغيب عنها، كما أن مشاهد الفزع والرعب الذى يصيب الكثيرين ممن يرتكبون جرائم سرقة المقابر والأماكن الفرعونية، فضلا عما يصيب السابقون من أذى قد ينتهى بالقتل فى ظروف غامضة .. وبين هذه المشاهد وغيرها الكثير تظهر روايات على لسان حراس الأماكن الأثرية والتى تتأرجح بعضها لتؤكد على أن هناك لعنة الفراعنة ولا ترحم من يتعدى على ممتلكات الملوك، فيما يكشف آخرون أن ما يشاع فى هذا الأمر ليس أكثر من هراء وكذب، وافتراء على الأجداد الفراعنة، وأن المروجون لهذه القصص يقفون من خلالها مصالح شخصية .. الموجز اخترقت هذا العالم الغريب، وتعرض خلال السطور التالية آراء حراس المقابر الفرعونية فى هذا الأمر.
لا مجال للحديث عن لعنة الفراعنة، وما يشاع بشأن الأرواح أو ما شابه ذلك شائعات لا أساس لها من الصحة .. كانت هذه كلمات عم عبدالنبي رضا، أقدم حراس المعابد في أسوان، الذى جلس يروى تفاصيل غائبة عن الكثير، ويبدأها بالتأكيد على أنه عندما تم إنشاء خزان أسوان تم العثور على معبد فيلة الذى ظل غارقا لمدة 70 عاما، مؤكدا إشتراك الجانب المصري ومنظمة اليونسكو وقتها في نقل المعبد لموقعه الجديد مدة ثمانية أعوام بعدما، لافتا إلى أنهم وجدوا صعوبة كبيرة وقتها فى نقل الأجزاء الأثرية مكتملة واضطروا لنقلها إلى أجزاء صغيرة وترقيمها للتسهيل عند تجميعها، حيث يضم المعبد 40 ألف قطعة أثرية، مشيرا إلى أنه يعمل في المعبد منذ 20 عاما.
وتابع قائلا : كنت أجلس فى بهو المعبد فى عتمة الليل على الأضواء الخافتة القادمة من الشارع، بينما يقف زميلى يتلفت هنا وهناك أثناء وقت الحراسة.
وأضاف : حاول أحد العاملين فى المكان إقناعى بأن لعنة الفراعنة أمر حقيقى، وأنه وزميله يتعرضان لمضايقات ليلية بسبب هذه اللعنة، حيث أكد أن أشياء غريبة وكأن لعنة الفراعنة تحل عليه وزميله حيث بدأت تحاصرهما - على حد وصفه -، الهواجس التى تتناقل أمام أعينهما حركة التماثيل ليلاً، وتحاصرهما الأصوات الغريبة التى تنادى عليهما فى مكان حراستهما بعد انتهاء عروض الصوت والضوء يوميا.
أصوات الحيوانات والتماثيل، نالت من صلابتنا وجرأتنا .. جاءت هذه العبارة على لسان وليد، فى العقد الخمسين من عمره، حيث أكد أنه اعتاد مشاهدة حركة غريبة فى المعبد بعد منتصف الليل، مشيرا إلى أنه لا يستطيع تمييز الأشكال جيداً بسبب الظلام، بالإضافة إلى أن هناك أماكن داخل المعبد يستحيل الاقتراب منها أو دخولها ليلاً، مشيراً إلى أنه وجميع زملائه اتفقوا على أن هدفهم هو حراسة المعبد من الإنس، والتغاضى عما يحدث داخله ليلاً.
لعنة الفراعنة، تحيط دائماً بالأماكن الأثرية، كانت هذه كلمات
إدريس، الموظف بمدينة الشباب والرياضة بالأقصر، وهو شاب ثلاثينى، مؤكدا أن هذا ، يُصعّب من إمكانية فتح أى مقابر فرعونية جديدة.
ويؤكد إدريس، أنه شاهد بنفسه لعنة الفراعنة وهى تصيب أحد الأشخاص عندما اكتشف الأهالى مقبرة فرعونية بالأقصر، وعندما حاول شخص اقتحام المكان حلت به لعنة الفراعنة وسقط مغشيا عليه على الأرض، ثم مات فى الحال مشيرا إلى أن اللعنة تظهر على هيئة «شبح أسود طويل»، ولم يتوصل الطبيب الشرعى إلى سبب الوفاة.
حكايات لعنة الفراعنة، والأساطير التى كنا نسمع لأهالينا عنها، اكتشفت أنها روايات من الخيال، وبعدين إحنا صعايدة مفيش حاجة نخاف منها .. هكذا قال عارف عبيد، أحد حراس معبد دندرة بقنا، الذي قضى في تلك المهنة نحو 25 عاما، مؤكدا أن اليقظة وسرعة البديهة هى أسلحته لحماية التاريخ من اللصوص.