النجمة والزعيم.. حكاية الممثلة التي اعتقلها عبد الناصر ومنعها من التمثيل
تعتبر الفنانة محسنة توفيق واحدة من أبرز النجمات في تاريخ الدراما المصرية فهي وجه فني محبب جداً، تمتلك تاريخ كبير حافل من الأعمال الذي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور، كما أنها فنانة مناضلة جداً إلى حد التعمق فهي "بهية" رمز النضال والصمود في فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين، و"آنيسة" بمسلسل "ليالي الحلمية".
"الموجز" يكشف من خلال هذا التقرير تفاصيل علاقتها بـ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسبب اعتقالها، ومنعها من التمثيل، ونضالها والكثير عن حياة "بهية":ـ
ـ اسمها الحقيقي محسنة توفيق عبد العزيز، ولدت في 29 ديسمير عام 1939، وحصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة، ونشأت في أسرة متوسطة الدخل، لديها شقيقتان وهما مذيعة برامج الأطفال الشهيرة فضيلة توفيق والثانية يسرا توفيق التي كانت مغنية بدار الأوبرا المصرية، تزوجت شخص من خارج الوسط الفني يدعى "أحمد خليل" وأثمرت تلك الزيجة عن ابنين وهما "وائل وعزة".
ـ تعتبر الفنانة الراحلة محسنة توفيق ملهمة الفنان يوسف شاهين، حيث دخلت مجال الفن عن طريق الصدفة منذ كانت تبلغ من العمر 9 سنوات حيث أنها لم تكن تفكر في العمل بمجال التمثيل، وكانت تقوم بالغناء فقط خلال مرحلة الطفولة إلا أن مدرس اللغة العربية اقترح عليها التمثيل وبالفعل أصبحت دوبلير لبطلة عرض مسرحي، وكان بداية انطلاقتها الفنية عام 1962 وذلك من خلال وقوفها على خشبة المسرح في مسرحية "مأساة الجميلة" ثم قامت بتجسيد دور حبيبة زيوس في مسرحية "أجاممنون".
ـ بدأت مشوارها الفني في السينما عام 1971 من خلال مشاركتها في فيلم "حادثة شرف"، ثم توالت أعمالها الفنية المتنوعة مثل تجسيدها دور زوجة الفنان محمود المليجي من خلال فيلم "إسكندرية ليه" وتألقها في تقديم دور الأم في فيلم "الوداع يا بونابارت"، وكان دورها الذي كان بمثابة نقلة في حياتها الفنية هو دور "بهية" في فيلم "العصفور" الذي أصبح رمزاً لمصر بصرختها "لأ هنحارب لأ هنحارب" رغبة الشعب المصري في النضال بعد تنحي الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم.
ـ تعرضت للعديد من الأزمات ومنها اعتقالها في عهد الزعيم جمال عبد الناصر بسبب معارضتها بعض قراراته، إلا أنه كرمها في عام 1967 وحصلت على وسام العلوم والفنون، ثم كانت من بين الفنانين الرافضين لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
ـ كشفت محسنة توفيق خلال ندوة تكريمها بمهرجان أسوان التي أدارها الكاتب حسن أبو العلا مدير المهرجان وقالت: "فتح كوبري عباس على الطلبة وإغراقهم خضني وأنا صغيرة، وسألت نفسي هل كانت المظاهرة عمال وطلبة لماذا؟، وعرفت أنهم كانوا مضغوطين في الحياة وأصبحت حكايتهم تلازمني في حياتي وأردت ألا أكون سخصية آخرى، بل مثل الناس، وعندما سمعت عبد الناصر يتنحى نزلت جري في الشارع وكنت في العتبة وجريت من العتبة لكوبري القبة رافضه لما قاله حتى عاد".
ـ شاركت أيضاً في ثورة يناير عام 2011 وظلت في ميدان التحرير حتى تنحى الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وبسبب مواقفها السياسية طوال حياتها الفنية كان السبب الرئيسي وراء ابتعادها عن المشاركة في العديد من الأعمال الفنية وهو ما أكدته في أكثر من لقاء تلفزيوني قائلة: "بلاش محسنة توفيق تمثل".
ـ قدمت العديد من الأعمال الفنية أبزرها، "ديل السمكة" و"قلب الليل" و"وداعاً يا بونابرت" و"اسكندرية ليه" و"العصفور" و"بيت القاصرات" و"البؤساء" و"الوسية" و"اللص والكلاب" و"على باب زويلة" و"ليالي الحلمية" و"المرسى والبحار" و"هارب من الأيام" و"أم كلثوم" والشوارع الخلفية" و"أسماء بنت أبي بكر" و"محمد رسول الله" و"الصبر في الملاحات" و"ملكة من الجنوب".
ـ رحلت عن عالمنا بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 80 عاماً، وتم تشييع جثمانها من مسجد السيدة نفيسة ونعتها وزارة الثقافة المصرية في بيان قالت فيه إن: "الإبداع الدرامي فقد إحدى علاماته التي تميزت بالأداء الفني الصادق".